أبدى الكاردينال استحسانه قائلا: «هذه حجرة رائعة! ادخلوا، يا سادة، وأرجو أن تنتظروا هنا؛ فلن أتأخر عنكم طويلا.»
دخل الفرسان الثلاثة، على حين صعد الكاردينال إلى الطابق العلوي مباشرة، وكان واضحا أنه يعرف الطريق جيدا.
جلس بورثوس وأراميس إلى مائدة بقرب المدفأة، وأخذ آثوس يذرع أرض الحجرة جيئة وذهابا، مفكرا فيمن سيشرفه الكاردينال بمثل هذه الزيارة الخاطفة. وبينما هو يسير هكذا في الحجرة، كان يمر مرارا بالموقد القديم غير المستعمل. وكانت أنبوبة المدخنة المكسورة تخترق السقف وتتصل بمدفأة في الحجرة العليا.
وفي كل مرة يمر فيها آثوس بالأنبوبة، يخيل إليه أنه يسمع تمتمة أصوات؛ لذا توقف عندها متنصتا. وقد أمتعه ما سمعه؛ إذ أشار لصديقيه بالتزام الصمت والتقدم من أنبوبة المدخنة المكسورة.
سمعوا الكاردينال يقول: «اسمعي، يا ميلادي؛ فهذا الأمر بالغ الأهمية.»
فكر آثوس فيما سمع، وصاح في نفسه متعجبا: «رباه! ميلادي!» واقترب بأذنه ووضعها على الأنبوبة، وبذا أمكنه أن يميز بوضوح كثيرا من المحادثة.
بعد لحظات قلائل، أخذ بأيدي صديقيه وقادهما إلى الطرف الآخر من الحجرة.
قال بورثوس: «ما الأمر؟ لم لا تصغي لنهاية الحديث؟»
قال آثوس هامسا: «صه! لقد سمعت كل ما أريد سماعه. وفضلا عن هذا، يجب أن أنصرف قبل أن ينزل الكاردينال.»
قال بورثوس: «وماذا نقول له إن سأل عنك؟»
صفحه نامشخص