فى جوهر البخت: ١ — ان أيرقليطس يرى أن جوهر البخت هو النطق العقلى الذى ينفذ فى جوهر الكل وهو الجسم الأثيرى الذى هو زرع لتكوين الكل. ٢ — وأما أفلاطن فانه يرى أنه نطق عقلى سرمدى وناموس سرمدى بالطبيعة للكل. ٣ — وأما خريسبس فانه يرى أن ذلك قوة روحانية وترتيب مدبر للكل وإنما يقول فى «الحدود» إن البحث هو نطق عقلى لما فى العالم مدبرا بالسياسة، ونطق عقلى به كان ما كان وبه يكون ما يكون وبه هو ما هو. ٣ — وأما الرواقيون فانهم يقولون إنه نظام العلل، أعنى ترتيبها وما يتبع ترتيبها. ٥ — وأما بوسيدونيوس فان يرى أنه معنى ثالث، وذلك أنه يجعل الأول زاوس، والثانى الطبيعة، والثالث البخت.
[chapter 30: I 29]
فى الاتفاق: ١ — أفلاطن يرى فى الاتفاق أنه علة فى المختارين يعرض باتباع. ٢ — وأما ارسطوطاليس فيرى أنه علة تعرض خفية لاثبات لها، تعرض فى الأشياء التى تكون بالبخت لسبب ما. ٣ — وبين الشىء الذى يكون باتفاق، والشىء الذى يكون من ذاته — فصل، وذلك أن الشىء الذى يكون باتفاق 〈إنما يقع فى الأفعال وحدها〉 وقد يكون بذاته؛ 〈أما ما يكون بذاته〉 فانه لا يكون بالاتفاق، وذلك أنه خارج عن الأفعال. والاتفاق يكون فى الحيوان الناطق 〈لا فى〉 الحيوان غير الناطق 〈أو〉 فيما لا نفس له. وأما ما يكون من ذاته فان كونه فى الحيوان الذى ليس بناطق وفى الأجسام التى لا نفس لها. ٤ — وأما أبيقورس فيرى أن الاتفاق علة لاثبات 〈لها〉 لا فى الوجه ولا فى الزمان ولا فى المكان. ٥ — وأما أنكساغورس والرواقيون فانهم يقولون فى الاتفاق إنه علة غير معروفة عند الأفكار [و]الانسانية؛ وذلك أن المكونات منها ما هو بالضرورة، ومنها ما هو بالبخت، ومنها ما هو باختيار، ومنها ما هو بالاتفاق، ومنها ما بذاته فقط.
صفحه ۱۲۳