فن السيرة
فن السيرة
ناشر
دار الثقافة
شماره نسخه
٢
ژانرها
- والإنجليزي خاصة؟ لا طلبًا للمقارنة وإنما من أجل شمول النظرة وتنويع الأمثلة وتطعيم الدراسة.
على إن مثل هذه الدراسة المزدوجة خليق أيضًا أن يبعث على المقارنة الصحيحة فلا ضير في أن يستنتج القارئ تفوق الآداب الغربية على الأدب العربي في فن السير والتراجم الشخصية فذلك حافز على العمل، ولا بأس أن يجد إن خير سيرة كتبت في أدبنا الحديث إنما كتبها من كان مغموس النفس في أدب الغرب لا من كان ممسوحًا به في الظاهر؛ ولا ينقص من قدر السيرة لدينا إذا عرفنا أن خط التطور في السيرة بالغرب أوضح منه في الشرق. خضوعًا للتغير في القاعدة الاجتماعية؛ فبعد النهضة وبزوغ الروح الديمقراطية أخذ الكتاب؟ مثلًا؟ يكتبون سيرة العاديين من الناس ولا يكتفون بكتابة سير الملوك والقديسين. ولكن البيئة العربية لم تكن، فيما يبدو، بحاجة إلى هذا التطور، فإن مؤرخًا مثل ابن زولاق، يكتب سيرة سيبويه المصري، وهو أحد عقلاء المجانين، بنفس الاهتمام الذي يكتب به سيرة ابن طولون والأخشيد في دور مبكر من تاريخ السيرة.
وإني لأعلم أن الاتجاه في الحياة المعاصرة، أخذ يتشكل نحو الجماعة بخطى سريعة، وهذا قد يقلل من تقديس الأبطال، ويخمل دور الفرد في الحياة، ويغير مفهومات الناس عن قيمة ذلك الدور، ومن ثم تقل الرغبة في السير عامة، ولكننا نسيء إلى روح الجماعة إذا اعتقدنا أن التجربة الفردية لا قيمة لها، فقد
1 / 3