فرق الشيعة
فرق الشيعة
ناشر
دار الأضواء
سال انتشار
1404هـ - 1984م
محل انتشار
بيروت
فهؤلاء صنوف الغالية من أصحاب عبد الله بن معاوية والعباسية الروندية وغيرهم غير أن أصحاب عبد الله بن معاوية يزعمون أنهم يتعارفون في انتقالهم في كل جسد صاروا فيه على ما كانوا عليه مع نوح عليه السلام في السفينة ومع النبي صلى الله عليه وسلم ويزعمون في كل عصر وزمانه ويسمون أنفسهم بأسماء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويزعمون أن أرواحهم فيهم ويتأولون في ذلك قول علي بن أبي طالب عليه السلام وقد روى أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف فنحن نتعارف كما قال علي عليه السلام وكما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم بالتناسخ وتنقل الأرواح مدة ووقت وهو أن كل دور في الأبدان الأنسية فذلك للمؤمنين خاصة فتحول إلى الدواب للنزهة مثل الأفراس و الشهاري وفي غيرها مما يكون لمواكب الملوك والخلفاء على قدر أديانهم وطاعتهم لأئمتهم فيحسن إليها في علفها وإمساكها و تجليلها بالديباج وغيره من الجلال النظيفة المرتفعة والسروج المحلاة وكذلك ما كان منها لأوساط الناس والعوام فإنما ذلك على قدر إيمانهم فتمكث في ذلك الانتقال ألف سنة ثم تحول إلى الأبدان الإنسية عشرة آلاف سنة وإنما ذلك امتحان لها لكيلا يدخلهم العجب فتزول طاعتهم ، وأما الكفار والمشركون والمنافقون و العصاة فينتقلون في الأبدان المشوهة الوحشة عشرة آلاف سنة ما بين الفيل والجمل إلى البقة الصغيرة ، وتأولوا في ذلك قول الله عز وجل : حتى يلج الجمل في سم الخياط ( 7 : 40 ) ونحن نعلم ما هو في خلق الجمل وما كان مثله من الخلق لا يقدر أن يلج في سم الخياط وقول الله لا يكذب ولابد من أن يكون ذلك ولا يتهيأ إلا بنقصان خلقه وتصغيره في كل دور حتى يرجع الفيل والجمل إلى حد البقة الصغيرة فتدخل حينئذ في سم الخياط فإذا خرج من سم الخياط رد إلى الأبدان الإنسية ألف سنة فصار في الخلق الضعيف المحتاج وكلف الأعمال والتعب وطلب المكسب بالمشقة فبين دباغ و حجام وكناس وغير ذلك من الصناعات المذمومة القذرة على قدر معاصيهم فيمتحنون في هذه الأجسام بالإيمان بالأئمة والرسل والأنبياء ومعرفتهم فلا يؤمنون ويكذبون ولا يعرفون فلا يزالون متنقلين في هذه الأبدان الإنسية على هذه الحال من حال إلى حال ألف سنة ثم يردون بعد ذلك العذاب إلى الأمر الأول عشرة آلاف سنة فهذه حالهم أبد الآبدين ودهر الداهرين ، هذه قيامهم وبعثهم وهذه جنتهم ونارهم وهذه الرجعة عندهم لا رجوع بعد الموت والقوالب تفنى وتتلاشى ولا تعود ولا ترد أبدا
وقالت الزيدية و المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد لا ننكر لله قدرة ولا نؤمن بالرجعة ولا نكذب بها وإن شاء الله تعالى أن فعل فعل
صفحه ۴۱