Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar
فقه الأدعية والأذكار
ناشر
الكويت
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
ژانرها
"من أحصاها" صفةٌ، وليس خبرًا مستقلًا، والمعنى أنَّ لله تسعة وتسعين من شأنها أنَّ من أحصاها دخل الجنة، وهذا لا ينافي أن يكون له أسماءٌ غيرها، ولهذا نظائر كثيرة في لغة العرب كما تقول: إنَّ عندي تسعة وتسعين درهمًا أعددتها للصدقة، فإنَّ هذا لا ينافي أن يكون عندك غيرها معدةً لغير ذلك، وهذا أمر معروف لا خلاف فيه بين العلماء.
بل لقد ورد في السنة ما يدل على أنَّ أسماء الله غيرُ محصورة ولا تُحدّ بعدد معيّن، ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة ﵂ قالت: فقدت رسول الله ﷺ ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول: "اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"١، فأخبر ﷺ أنَّه لا يحصي ثناء عليه، ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى الثناء عليه.
ومن ذلك أيضًا ما ورد في حديث الشفاعة الطويل أنَّه ﷺ قال: "ثم يفتح الله عليّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحدٍ قبلي"، فدل الحديث على أنَّ هناك محامد من أسماء الله وصفاته يفتح الله بها على رسوله ﷺ في ذلك اليوم، وهي بلا شك غير المحامد المأثورة في الكتاب والسنة.
وأيضًا فقد ثبت في المسند وغيره من حديث عبد الله بن مسعود
١ صحيح مسلم (رقم:٤٨٦) .
1 / 148