مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة

حسن فرحان مالکی d. 1450 AH
193

مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة

مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة

ژانرها

پاسخ‌ها

خامسا: أمراء بني أمية والجهاد

الحديث فيه فضيلة المجاهدين الغازين البحر وليس بالضرورة أن يكون أمراؤهم منهم لأن أهداف أمراء بني أمية وملوكهم كانت للدنيا وليس للدين وهذا في الأصل كما روى عبد الرزاقعن معمر عن أيوب عن أبي جمرة الضبعي قال: قلت لابن عباس: إنا نغزو مع هؤلاء الأمراء فإنهم يقاتلون على طلب الدنيا، قال ابن عباس: فقاتل أنت على نصيبك من الآخرة.

أقول: الإسناد صحيح على شرط الشيخين وفيه إقرار ابن عباس لأبي جمرة بأن قتال الأمراء في عهدهم وهم أمراء بني أمية لأن ابن عباس مات بعد الثمانين كان للدنيا لا الدين وهذا لولا ظهوره في أمراء بني أمية لأنكر ابن عباس على تلميذه أبي جمرة.

وإذا كانت أهداف بني أمية في الفتوحات هي الدنيا لا الآخرة فهل فعلهم يعد فتوحات إسلامية أم أنه لا يجوز أن نحمل الإسلام أخطاءهم ومظالمهم التي فعلوها باسم الدين؟ فهم لم يظلموا الأمم الأخرى فقطوإنما ظلموا المسلمين أيضا وأحداثهم في المدينة وصفين ومصر واليمن والحرة شاهدة على أهدافهم أو على الأقل يكون التشكيك في أهدافهم أمرا جائزا بخلاف الخلفاء العادلين كالأربعة وعمر بن عبد العزيز ونحوهم من أهل العدل.

ومعاوية خاصة ممن شكك بعض العلماء في جهوده الشامية بأنها تهيئة وتصنع للخلافة ولذلك كان الحسن البصري يقول: (والله لقد كان يتصنع للخلافة من عهد عمر).

بل قال ابن سيرين: (والله إني لأراه كان يتصنع لها من عهد أبي بكر وعمر.

قلت: الحسن وابن سيرين مع هذا كانا في نظر المعارضة موالين لبني أمية، وأخفهما موالاة الحسن البصري وقد عمل لبني أمية، فانظروا إلى مقدار التحول الذي حدث عند المسلمين.

والحسن وابن سيرين لم يدركا عهد أبي بكر وعمر وإنما يعبران عن رأيهما بحكم ما يصلهما من سيرة الرجل، نعم الحسن قد أدرك معاوية أميرا وباغيا وملكا.

صفحه ۱۹۳