214

فتح مبین

الفتح المبين بشرح الأربعين

ناشر

دار المنهاج

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

محل انتشار

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له بعمل أهل الجنة" (١).
وأخرج أحمد: "لا عليكم ألَّا تعجبوا بأحدٍ حتى تنظروا ما يُختم له. . . " الحديث (٢)، وأحمد والترمذي والنسائي عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما (٣) قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ وفي يده كتابان، فقال: "أتدرون ما هذان الكتابان؟ " قلنا: لا يا رسول اللَّه إلا أن تخبرنا، فقال للذي في يده اليمنى (٤): "هذا كتابٌ من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يُزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا" ثم قال للذي في شماله: "هذا كتابٌ من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا" فقال أصحابه: ففيم العمل -يا رسول اللَّه- إن كان أمرٌ قد فُرغ منه؟ فقال: "سدِّدوا وقاربوا؛ فإنَّ صاحب الجنة يُختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أيَّ عملٍ، وإنَّ صاحب النار يُختم له بعمل أهل النار وإن عمل أيَّ عملٍ" ثم قال ﷺ بيديه فنبذهما، ثم قال: "فرغ ربكم من العباد، فريقٌ في الجنة، وفريقٌ في السعير" (٥) وروي هذا الحديث من وجوهٍ متعددة.
وحديث البخاري (٦) في الرجل الذي قاتل المشركين أبلغ القتال، وقوله ﷺ: "إنه من أهل النار" فجُرح فلم يصبر فقتل نفسه؛ فلمَّا بلغ ذلك النبي ﷺ. . قال: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو

(١) صحيح مسلم (٢٦٥١) عن سيدنا أبي هريرة ﵁.
(٢) مسند الإمام أحمد (٣/ ١٢٠) عن سيدنا أنس ﵁.
(٣) كذا في النسخ، لكن في المصادر التي عزا إليها الشارح رحمه اللَّه تعالى: (عن ابن عمرو ﵄ وقال الترمذي رحمه اللَّه تعالى: (وفي الباب عن ابن عمر).
(٤) لعل اللام فيه وفيما بعده بمعنى (في) أو (عن) فليراجع. اهـ هامش (غ)
(٥) مسند الإمام أحمد (٢/ ١٦٧)، وسنن الترمذي (٢١٤١)، وسنن النسائي الكبرى (١١٤٠٩) عن سيدنا عبد اللَّه بن عمرو ﵄. وقوله: (فرغ ربكم من العباد) أي: أنهى تقدير سعادتهم وشقاوتهم وشؤونهم في الأزل. اهـ "مدابغي"
(٦) أي: ومنها حديث البخاري رحمه اللَّه تعالى.

1 / 218