وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله» (١).
(فإذا كانت النفس تهوي المحرم وتدعوا إليه أُمر بنهيها ومجاهدتها) (٢) كما يؤمر بجهاد من يأمر بمعاصي الله من الناس ويدعو إليها وهو إلى جهاد نفسه أحوج منه إلى ذلك، فإن هذا فرض عين عليه وذلك فرض على الكفاية، والصبر في هذا الجهاد من أفضل الأعمال فإن هذا الجهاد حقيقة ذلك الجهاد، فالصبر عليه صبر على ذلك الجهاد. كما قال: «والمهاجر من هجر السيئات» (٣).
(ومن هجر ما نهى الله عنه ثم جاهد النفس) (٤) لا يكون محمودًا فيه إلا إذا غلب بخلاف (جهاد الكفار) (٥) فإنه من
_________
(١) رواه أحمد (٣٩/ ٣٧٥) والترمذي (١٦٢١) والنسائي في الكبرى (١١٧٩٤) وغيرهم من حديث فضالة بن عبيد ﵁. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (٥٤٩).
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) رواه البخاري (١٠) كتاب الإيمان باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأحمد (١٦٧١)، وابن حبان (١٩٦) واللفظ له، من حديث عبد الله بن عمرو ﵄.
(٤) سقط من المطبوع.
(٥) سقط من المطبوع.
1 / 34