قلت: لأنها صارت كالسبب إلى دفع الضرر عن النفس الذي أنت تظن حصوله من الإخلال بما ذكرناه، وذلك الدفع هو فعل الواجب والعقلاء لا يختلفون في وجوب دفع الضرر عن النفس بما أمكن، فإن قلت: فإن لم أظن عمانا رأسا. قلت: لا بد أن تظنه بأن يسمع وأعطى أو ما هذا أو ترى تهليك الأمم بعضها لبعض.
فتقول في نفسك لا تأمن أن يكون لك صانعا صنعك ومدبرا دبرك، إن أطعته أثابك وإن عصيته عاقبك، ونحوا من ذلك فإن لم[2ب-أ].
يحصل لك شيء منها فالواجب على الله تعالى الحاضر وهو كلام خفي يلقيه الله في باطن سمعك أو في ناحية صدرك، فيه ما قدمنا وإلا كان تكليفه كتكليف الساهي والنائم، وذلك قبيح وهو تعالى عن فعله.
فإن قلت: وما تريد بالواجب. قلت: أعني أنك ندم على الإخلال به، فحصل من هذا أن معرفة الله تعالى واجبة وأن النظر واجب لوجوبها.
صفحه ۹