وجوب وجودة من بارئه، وإن كان وجوده من نفسه عظمة لباريه، بخلاف العلة ثم صدر عن هذا العقل أيضا ثلاثة كذلك فانتهت العقول إلى عشرة، والأفلاك ونفوسها إلى تسعة تسعة قالوا: والعاشر من العقول أخسها إلا إنه المؤثر في عالم الكون والفساد.
وأما الباطنية فيعبرون عن صانع العالم بعلة قديمة لا توصف لا بوجود ولا بعدم ولا بحدوث ولا بقدم. قالوا: لأن وصفه يقتضي تشبيهه فلم يصح، فصدر عنها السابق وعن السابق التالي:
وعن التالي النفس الكلية، فتحركت فيحصل من الحركة حرارة وسكنت فحصل من السكون برودة، ثم حصل من الحرارة يبوسه ومن البرودة رطوبة، فتولد من هذا الهواء والأراض (1)[4أ-أ] والماء والنار فهذه إن اعتدلت وامتزجت أحسن الامتزاج حصل منها الحيوان، وإن اعتدلت دونه حصل منها النباتات، وإن اعتدلت دون ذلك حصل منها المعادن.
قالوا: والسابق والتالي هما: الآهات الموصوفات بما في القرآن من القدرة والعلم والحياة لأهل، وأما الباري فلا، وأما أهل النجوم فيصفون التأثيرات إلى سبعة أفلاك:
وهي: زحل والمشترى والمريخ والشمس والقمر والزهرة وعطارد، وأما الطبائعية فيقولون: حصل العالم بالطبع، والدليل على بطلان مذاهب هؤلاء الفلاسفة.
صفحه ۱۶