على لسان نبيه (ص) ، كما جاء في الآيات الكريمة : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصين به ابرهيم وموسى وعيسى" . " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " . " ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون "1 .
فالشارع اذا هو الله ( عز وجل) وحده ، الذي انزل الشريعة الاسلامية بما فيها من دين ومن قضاء . فكان طبيعيا ان ييحث علم الفقه او علم الشريعة في العبادات وفي المعاملات جميعا وان يعد الاصوليون هذا العلم من العلوم الدينية . وكان طبيعيا ايضا ان ترتبط امور المعاملات بالدين في اصولها وماخذه و في احكام التفسير والاجتهاد ، وما الى ذلك من مناهج التفكير والتحري والاستدلال .
ولقد قدمنا ان احكام المعاملات كانت عند الامم القدية ختلطة بباقي العادات الدينية والاجتماعية . ولكن انفصال القانون عن الدين تدرسج شيئا فشيئا في الغرب، حتى اصبح تاما منذ م عصر ازدهار الامبراطورية الرومانية ، وحتى اصبح القانون اليوم لا يتعلق الا بالامور المدنية المحضة ، واصبح علم القانون مختص بالحقوق الدنيوية الوضعية3 .
(1) الشورى (42) 93، والمائدة (5) ه4، والجائية (45) 018 (4) المستصفى للغزالي ، ج 1 ص 04 (3) لذلك يستغرب التعريف الوارد في بدء كتاب الاحكام ليوستنيانوس ( 1 10) بان علم الحقوق هو العلم بالامور الدينية والدنيوية : d4 624 d9241d 41dd6 12d0b40/0d 2640a 4aل 4
صفحه ۱۸