تتمة ذكر فى حواشى شرح جمع الجوامع ان المضارع فى سياق النفى بمنزلة النكرة فى سياقه فهى فائدة حسنة وانما اطلنا الكلام فى هذا المقام لان الحديث شجون والتنقل من فن الى فن من اجل الفنون
(حرف الزاى)
الزيتون منه برى وبستانى لم يكن بالمدينة المنورة منه الا شجرة واحدة ولم نر لها ثمرة مع طول المدة وهى فى البستان المشهور ببئر النبى صلى الله عليه وسلم فى قبا ويعرف الآن ببستان محمد باشا منابتة الجبال ومحاسن البقاع ويعمر سنة وفى التذكرة يبقى الف سنة ويغرس قضبانا فى شمس العقرب وفى القوس ومحله ما زاد عرضه على ميله وفى الرصد الجديد عرض المدينة خمس وعشرون كذا نقل السيد محمد كبريت وتوافقه الارض الشديدة البرد وهو بارد يابس مضغ ورقه يذهب فساد اللثة واورام الحلق وان ضمد به السرة قطع الاسهال وحمل عوده يورث القبول وفى البيت يورث البركة والادخار لخشبه وذهنه واذا سقاه وتعهده او لقط ثمره جنب او حائض او ذو نجاسة فسد وقل حمله وتناثر ورقه وتوافقه الارض الرقيقة اللينه والرمليه والسودا والخصبه وما برز للرياح وينبغى غرسه فى المدن لكثرة الغبار لانه كلما علا على زيتونه زاد دسمه ونضحه غرسه مختلف منه ما يوخذ نسوخة فينكس فى الارض فاذا ضربت عروقه قلعت وغرست وهو اجود ونواه يغرس فينبت لكنه ردى بطئ ومتى خيف على الارض التى بها الزيتون يرصف حولها حجارة ويلقى حولها التراب ومن خواصها ان من نظر اليها كل يوم ذهبت همومه واحزانه وطابت نفسه واذا اخذ غصن اترج والقمر زائد النور وقطع بحديد ماض على تاريب كراس القلم ثم امر رجلا اصغر منه ان يقطع غضنا من الزيتون على قدر امتلا غضن الاترنج قبل الزوال ثم حذفه على الاستوا لا على تاريب ثم حفر فى وسط الموضع الذى قطع منه الغصن حفرة بقدر ما يغوص فيه غصن الاترنج ثم ركبه ومكته جدا ثم نضح على الموضع من الماء كالرش من جوانب الغصن المركب ثم جعل فوق راس الغصن خرقه وسقى شجرة الزيتون كالعادة فان غصن الاترنج يثمر بعد عامين اترنجا لطافا على شكل الزيتون واذا نفضت الزيتونه ثمرها قبل نضجه احفر حول اصلها حتى ينكشف ويخلط ماء الزيتون بماء عذب ويصب فى الحفرة فيصلح واذا طبخ ورقه الاخضر جيدا ورش هرب منه الذباب واذا طبخ منه بعسل وجعل على السن المتاكل قلعها بلا الم واذا انقع ورقه بالماء ونقع فيه خبزا واكله الفار مات فورا وماء الملح المنقع فيه الزيتون اذا تمضمض به شد اللثة وفى مفردات المحلى الزيت حار رطب وغلط من قال انه يابس وهو ملين للبشرة نافع للسموم مسخن محلل مطلق للبطن مخرج للدود والعتيق منه اشد اسخانا وتحليلا وان اخذ تسعون نواة من الزيتون وحكها حتى تزول الخشونة منها ثم ثقبها ونظمها فى حيط حرير اسود غليظ وعلقه فى عنقه متصلا بصدره ازال عنه الوحشة واحدث له انسا بالناس وزال عنه النفور وسوء الاخلاق ومنعه الاحلام الرديئة وبالجملة فمنافع هذه الشجرة كثير وبركتها شهيرة وذكر الله سبحانه وتعالى فى كتابه المبين ووصفها بالبركة فهى ثابتة لها بيقين فان قلت قال الله سبحانه وتعالى من شجرة مباركة زيتونه لا شرقية ولا غربية وذلك صادق على ما فى بيت المقدس والشام دون ما نبت فى الغرب ونحوه فهل يوصف ما يوجد فى غير الشام ونحوها بالبركة وهل قوله عليه الصلاة والسلام كلوا الزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة يعم ما وجد فى اى موضع كان قلت الشجرة االمذكورة لم تكن الا فى ذلك الموضع اعنى الشام وما والاه فجميع ما يوجد فى غيرها منقول منها واسند فى ذكره ما نقله الشيخ العلامة عبدالله المغربى فى رحلته ان بعض ملوك المغرب وقع فى عسكره موت عظيم حتى تفانوا ولم يدروا ما سببه فامر بشق بطن واحد منهم وشق عن قلبه فوجد دودة فيه فعلم ان ذلك سبب موتهم فامر بصب جميع الادوية عليها واحدا فواحدا فلم تهلك حتى اجرج زيتا كان عنده فى قارورة جاء به من ارض الشام فصب عليها قطرة من االزيت فهلكت فعلم ان ذلك المرض دواؤه الزيت فبعث الى الشام وجاء بغرس الزيتون فامربغرسه فى تلك الاوطان اوطان المغرب من مسرات الى سوسه وتونس واعمالها ومن ذلك الوقت بقى الزيتون فى المغرب انتهى وعليه فكل الزيتون مبارك ببركة اصله والله تعالى اعلم :.
صفحه ۸۲