الباب السابع فى ذكر مجئ المطر
ينبغى ان يتفقد الهلال فى الليلة الثالثة من استهلاله فان رايت طرفيه كانهما فى غشاوة وهو يومئ الى الانقلاب فهو دليل مطر يكون بعد يوم او يومين وكذلك هذا الليل فى اربع ليال يمضين للهلال واذا رايت الهلال فى الماء يضرب الى حمرة دل على هبوط الريح فان توسطه سواد دل على المطر واذا ظهرت دايرة الهلال حمرا كانها لون النار دلت على مطر مع ريح مغربية باردة شديدة البرد وان كان القمر فى الاستقبال فظهر حوله شئ اسود دل على امطار غير واحدة وان ظهر حول القمر هالة او هالتان او ثلاث دل على مطر مع برد شديد اما معه او بعده كلما كان ذلك الاسود اشد سوادا كان اكثر مطرا واشد بردا وان طلع القمر فى ليلة الامتلاء وعلى وجهه كالبخار الحائل بين نوره وبين الابصار دل ذلك على مطر بعد ثلاثة ايام والى اقل وان طلع الهلال بعد استهلاله وحوله نقط حمرا وسود دل ذلك على مطر الا انه يكون خفيفا واذا امتلا القمر وظهر فى السماء بعد ثلاث ساعات ونحوها او اقل او اكثر سحابه فابتدات نحو القمر فجللته دل ذلك على مطر شديد كثير والبقر اذا حولت وجهها الى ناحية الجنوب دائما دل على مطر والنمل اذا خرج من حجرته وانتشر ونقل بيضه من مكان الى مكان اخر دل على مطر سيكون والدجاج اذا اكثر القرقرة والديوك اذا تتابع صياحها كثيرا فى غير اوقاتها واكثرت هى والدجاج من الانتفاض والتفلى دل ذلك على برد سيكون ومطر كثير فاذا ظهر بغتة شىء كثير من الغربان وهو يصيح متتابعا دل على برد شديد ويضارعه ما ذكره بعض المؤرخين انه قال علامة وقوع الفتنه كثرت نباح الكلاب وصياح الديكة فى اول الليل قال وكان ذلك كثير بالشام قبل مجئ تمرلنك ويقال انه لما سار مراد باشا الى امير المؤمنين مظهر لقتاله باليمن فلما وصل الى ذراع الكلب موضع اقام به اياما توالت على مراد باشا هبوب الريح العاصف وكثر نهيق الحمير وصهيل الخيل وصياح الكلاب حتى صارت خارجة من المعتاد فايقنوا بالشر فلم يمض كثير حتى جاءت العرب فحصدوهم بالسيوف انتهى
صفحه ۲۹