فهم فهم: مدخل به هرمنوتیک: نظریه تأویل از افلاطون تا گادامر
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
ژانرها
Diermeneusen ) لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب.
لاحظ أن المسيح يهيب بملكاتهما العقلية: «أما كان ينبغي؟» ثم يكشف معنى النصوص بأن يضعها في سياق آلام الفداء التي كابدها، ويضع هذه الآلام في سياق نبوءات العهد القديم، ولاحظ أيضا أننا الآن لسنا بصدد مسألة استخدام العهد الجديد للعهد القديم على أهميتها الكبيرة بحد ذاتها، فلندع المشكلة الثيولوجية جانبا ونسأل ماذا يتضمن هذا المثال بالنسبة لمسألة التأويل بوصفه تفسيرا، إن الفقرة المقتبسة مثال واضح للتفسير؛ لأن يسوع كان يقوم بأكثر من مجرد تكرار النصوص القديمة أو إعادة سردها، لقد كان «يفسرها»، ويفسر نفسه في ضوئها، يتضمن التأويل هنا جلب عامل خارجي، هو المسيح؛ لكي يعزز به «معنى» النصوص القديمة، فالنصوص لا تصبح ذات معنى إلا في وجود هذا العامل، ومن الجهة الأخرى فإن المسيح مهتم بالمثل أن يبين أنه في ضوء النصوص فقط يكون لآلامه معنى بوصفها تحققا تاريخيا للنبوءة القديمة عن المسيح المنتظر.
ماذا يعني ذلك من الوجهة التأويلية؟
يعني ذلك أن «المعنى» هو مسألة «سياق»
Context ، فالإجراء التفسيري يقدم ساحة لكي يجري عليها الفهم، ولا يتحلى الحدث بالمعنى إلا في سياق معين، وفضلا عن ذلك فإن المسيح حين يربط بين موته وبين الآمال المتعلقة بالمسيح المخلص إنما يربط هذا الحدث التاريخي بآمال المستمعين ومقاصدهم الشخصية، عندئذ تصبح دلالته دلالة مخلص شخصي وتاريخي، فالدلالة هي علاقة بالمستمع: مشروعاته الخاصة ونواياه، والدلالة ليست شيئا يملكه يسوع في ذاته خارج التاريخ وخارج علاقته بمستمعيه، وبإمكاننا القول بأن الموضوع لا تكون له دلالة خارج علاقة ما بشخص ما، وبأن العلاقة تحدد الدلالة، فإن تتحدث عن موضوع ما بمعزل عن ذات مدركة هو خطأ تصوري ناجم عن مفهوم واقعي قاصر حول إدراك العالم، وحتى لو سلمنا بهذا المفهوم فهل يعقل أن نتحدث عن معنى ودلالة بمعزل عن ذوات مدركة؟ وإذا كان اللاهوتيون مغرمين بالتوكيد على الجانب العلائقي للمسيح بوصفه «لنا» أو «من أجلنا»
فإن بوسع المرء أيضا أن يؤكد أن كل تفسير، من حيث المبدأ، هو «لنا»، ذلك أن كل تأويل تفسيري يفترض مقاصد معينة لدى أولئك الذين يتوجه إليهم التفسير، وبعبارة أخرى يمكننا القول بأن كل تأويل تفسيري يظهرنا على أن التفسير هو شيء سياقي، أو شيء «أفقي» (أي متعلق بأفق معين
Horizonal ) فلا بد للتفسير من أن يكون قائما داخل أفق من المعاني والمقاصد المسلم بها أصلا، وفي مجال الهرمنيوطيقا يطلق على هذه المنطقة من الفهم المفترض اسم «الفهم المسبق»
، ولعل من المفيد أن يسأل المرء ما هو الفهم المسبق اللازم لكي نفهم النص المعطى، لقد زود يسوع مستمعيه بالعنصر الضروري لفهم النصوص النبوئية، وكان هذا جزءا من التفسير الضروري، ولكن فوق ذلك فقد كان عليه أن يفترض وجود فهم مسبق لديهما لما تكونه النبوءة ولما يمكن أن تعني لهما قبل أن يمكنه أن يفسر نفسه لمستمعيه، وقد يسأل سائل ما هو أفق التأويل الذي يقطن فيه النص الأدبي العظيم، ثم كيف يرتبط به الأفق الخاص بعالم الشخص نفسه من آمال ومقاصد وتأويلات مسبقة، هذا الالتحام بين الأفقين ينبغي أن يعد عنصرا أساسيا في كل تأويل تفسيري.
وحتى ذلك الشكل من التأويل الأدبي الذي يهدف إلى أكمل تأويل شفاهي ممكن لن يسعه أن يهمل الأبعاد التفسيرية للتأويل، بل إن رسم الأفق الذي ينجم فيه الفهم هو أساس التأويل الشفاهي المؤثر بحق (يجب ألا ننسى أن التأويل الشفهي هو الشيء الذي نفعله جميعا عندما نقرأ نصا ونحاول أن نزوده بخفايا معانيه وظلالها الدقيقة، ولا يلزم هنا أن تكون قراءتنا على الملأ، ولا حتى أن تكون جهرية!) إن المؤول لكي «يؤدي» النص فلا بد له من أن «يفهم» النص: لا بد أن يفهم الموضوع والموقف سلفا قبل أن يتسنى له أن يدخل في أفق معانيه، وليس قبل أن يخطو في الدائرة السحرية لأفق النص يمكن للمؤول أن يفهم معناه، هذه هي «الدائرة التأويلية»
Hermeneutical Circle
صفحه نامشخص