فهم فهم: مدخل به هرمنوتیک: نظریه تأویل از افلاطون تا گادامر

عادل مصطفى d. 1450 AH
134

فهم فهم: مدخل به هرمنوتیک: نظریه تأویل از افلاطون تا گادامر

فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر

ژانرها

12

إن ما يميز المعرفة العملية، في رأي أرسطو، هو أنها تتعامل مع جزئيات: كيف ينبغي على إنسان معين أن يفعل في موقف معين. تشتمل المعرفة العملية دائما على جدل بين «المبدأ العام » و«الحالة الخاصة» أو «الموقف الخاص»، و«الحكمة العملية» هي بالتحديد تلك القدرة على إنجاز هذا التطبيق، وما دام كل صنف من المعرفة يتمتع بتلك الدرجة من الدقة التي يسمح بها موضوعها، وحيث إن المعرفة العملية تتناول الجزئيات، فهي إذن، بحكم طبيعتها ذاتها، لا تتيح إلا معرفة غير دقيقة، إن انعدام الدقة هو جزء من طبيعتها وليس قصورا يمكن التغلب عليه بمزيد من التقدم في هذا المجال أو ذاك.

فهم النص، إذن، هو تطبيقه.

هذه واحدة من المتضمنات الخلاقة لفكرة جادامر، فالتأويل القانوني والثيولوجي لا يحصر مهمة التأويل في مجرد جهود دراسية قديمة لولوج عالم آخر، بل ترى إلى التأويل على أنه جهد لعبور المسافة واجتياز البون القائم بين النص والموقف الحالي، فسواء كان الموقف هو إصدار حكم أو التبشير بموعظة فلا بد للتأويل ألا يقتصر على شرح ما يعنيه النص في عالمه الخاص بل يمتد ليشمل ما يعنيه النص في اللحظة الراهنة، كذلك يأبى التأويل الثيولوجي والقانوني الإقرار بفكرة أن فهم النص يتم على أساس الانسجام الروحي أو الائتلاف النفسي مع المؤلف، وهو وهم رومانسي محض، فنحن نعرف أن الفهم يمكن أن يتم، بل يتم فعلا، في وجود الائتلاف وفي غيابه؛ لسبب بسيط، هو أننا لا نتناول المؤلف بل النص.

ومن جهة أخرى يشكل كل من التأويل القانوني والثيولوجي نموذجا مفيدا للتأويل الأدبي من حيث إن المؤول في هذين المجالين لا يطبق منهجا بقدر ما يحاول أن يكيف تفكيره نفسه وينظمه وفقا للتفكير القائم في النص، ولا يمتلك ملكية بقدر ما يكون مملوكا لدعوى النص مذعنا لسلطتها، فالذي يقوم بتأويل «مشيئة القانون» و«مشيئة الله» ليس محتكما في موضوعه بل هو خادم له، وموقف التأويل ليس بالموقف الذي يليق فيه بالمرء أن يسلم تسليما بفروضه المسبقة ويربأ بها عن الشك والتساؤل ثم يجعل فهمه للعالم وللظواهر خاضعا لمناهج قائمة على هذه الفروض المسبقة، بل على المرء في الموقف التأويلي أن يخاطر بمذهبه ويضعه تحت ضوء النص ويخضعه لحكم النص ودعواه، إنه مطالب بأن يترك دعوى النص تكشف عن نفسها كما هي، غير أنه مطالب في الوقت نفسه بأن يرى النص في ضوء الحاضر وأن يترجم معنى الدعوى التي يطرحها النص إلى الحاضر، وفي عملية تفاعل الأفقين، أفق المؤول وأفق النص، والتحامهما، يتسنى للمؤول أن يسمع السؤال الذي كان يشغل النص والذي دعا النص نفسه إلى الوجود.

يجد مبدأ التطبيق تعبيرا ثيولوجيا في مشروع «نزع الطابع الأسطوري»

Demytologizing

من الكتاب المقدس، وفي هرمنيوطيقا رودلف بلتمان، على سبيل المثال، يعد هذا التوجه نتاجا للتوتر القائم بين النص الذي يقف في الماضي وبين الحاجة إلى التطبيق الحاضر، ومن الخطأ أن يظن المرء أن هذا التوجه محاولة تنتمي إلى «التنوير» وتهدف إلى تنقية الكتاب المقدس من الأسطورة عن طريق الاحتكام في كل شيء إلى معايير العقل، وإنما وجه الأمر أن نزع الأسطورية هو محاولة لاكتشاف ما يبلغنا به الكتاب المقدس اليوم، هذا البلاغ لا يعرض حقيقة علمية بل يهيب بالقرار الشخصي، أما أن نتخذ موقفا «علميا» تجاه الكتاب المقدس ونعامله على أنه «موضوع»

Object

لا يطالبنا بشيء، فذاك يعني في جوهر الأمر أننا نسكت الكتاب المقدس، ويعني أننا لا نصغي إلى الكتاب المقدس بل نختبره، ولكن الكتاب المقدس (وفقا لرأي بلتمان) ليس رسالة علمية ولا سيرة غير شخصية، إنه بلاغ، بيان، رسالة.

صفحه نامشخص