فهم فهم: مدخل به هرمنوتیک: نظریه تأویل از افلاطون تا گادامر
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
ژانرها
Geisteswissenschaften ، هنا بالتحديد يرى جادامر أن دلتاي متورط في مثال «الموضوعية» الذي نادت به المدرسة التاريخية، وهي المدرسة التي وجه إليها دلتاي الكثير من النقد؛ فالمعرفة الموضوعية، أي المعرفة «الصحيحة» موضوعيا أو ذات الصواب الموضوعي، تشير إلى وجهة رؤية أو نقطة استشراف تعلو على التاريخ يمكن منها أن ننظر إلى التاريخ نفسه، غير أن هذه النقطة غير متوافرة للإنسان، فالإنسان، ذلك الكائن المتناهي التاريخي، ينظر دائما ويفهم من موضعه الخاص في الزمان والمكان، ليس بمقدور الإنسان، في رأي جادامر، أن يقف فوق نسبية التاريخ ويظفر بمعرفة «ذات صواب موضوعي». إن دلتاي يستعير، على غير دراية منه، مفهوم المنهج الاستقرائي من العلوم، ولكن الخبرة التاريخية، كما لاحظ جادامر، ليست إجراء ولا تتحلى ب «حيادية» المنهج و«لا شخصيته»، وإن لها لصنفا مختلفا تماما من الموضوعية، وإن اكتسابها ليتم بطريقة مختلفة تمام الاختلاف، ولعل دلتاي أن يكون مثالا ممتازا لباحث عن التاريخية قدير ومخلص يمنعه التكالب العلمي على «المنهج»، وعلى الفكر ذي التوجه المنهجي، من أن يجد هذه التاريخية،
5 (ولعلنا نرى فيه نموذجا بدئيا لفقداننا الحالي للتاريخية الأصيلة من جراء ميلنا لاستخدام المناهج الاستقرائية للحصول على معرفة موضوعية في الأدب).
وحتى قبل هيدجر وجادامر فإن نقد هسرل الفينومينولوجي للنزعة الموضوعية على أساس قصدية الوعي، كان قد أعلن نهاية النزعة الموضوعية البائدة، وأصبح واضحا بشكل متزايد منذ ذلك الحين أن جميع الموجودات المعطاة في عالم المرء تقف داخل الأفق القصدي لوعيه، داخل «عالمه الحياتي»، ففي مقابل المعرفة «الصائبة موضوعيا» والعالم اللاشخصي الذي يراه رجل العلم، دفع هسرل بفكرة الأفق القصدي الذي فيه يعيش المرء ويتحرك، والأفق القصدي ليس أفقا غفلا (من الاسم)
Anonymous
بل هو أفق شخصي ومشترك مع الموجودات الأخرى ذات الخبرة، وهو يسمي هذا «عالم الحياة»
Lifeworld ، في إطار هذا التصور العام عن «عالم الحياة» استهل هيدجر نقده للوعي التاريخي.
6
غير أن «العالم الحياتي» للإنسان عند هيدجر ليس مجرد طريقة أكثر اكتمالا لوصف عمليات الذاتية الترانسندنتالية القائمة في الوعي وما وراءه، لقد فسر هيدجر قصدية الوعي تفسيرا تاريخيا، وجعل منها أساسا لنقده للوعي التاريخي، كما قام هيدجر في الوقت نفسه بنقد الميتافيزيقا ومفهومها للذاتية، ذلك المفهوم الذي يؤسس الموضوعية كلها على اليقين الذاتي للذات الإنسانية العارفة (أي إن الموضوعية هنا لا تعدو أن تكون ذاتية مقنعة)، في «الوجود والزمان»، وبينما يستخدم هيدجر منهج هسرل الفينومينولوجي، فقد كان يبذل وسعه للابتعاد عن الذاتية الترانسندنتالية؛ لكي يصل إلى نوع من الموضوعية تقوم خارج قسمة «الذات/الموضوع»، موضوعية تتخذ من «وقائعية»
Facticity
الوجود الإنساني نقطتها المرجعية النهائية، هكذا نجد عند هيدجر نوعا جديدا من الموضوعية مخالفا لموضوعية العلوم الطبيعية وموضوعية دلتاي وموضوعية المدرسة التاريخية وموضوعية الميتافيزيقا الحديثة وموضوعية التفكير التقني الحديث بكل ما يتسم به من براجماتية، الموضوعية الجديدة التي أتى بها هيدجر هي ترك الموجود يفصح لنا عن نفسه كما هو.
صفحه نامشخص