رساله در فضیلت اندلس و یادی از مردان آن
رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها
پژوهشگر
د. صلاح الدين المنجد
ناشر
دار الكتاب الجديد
شماره نسخه
الأولى، 1968م
فقهائهم ومناقب قضاتهم ومفاخر كتابهم وفضائل علمائهم ثم تعدى ذلك إلى أن أخلى أرباب العلوم منا من أن يكون لهم تاليف يحيى ذكرهم ويبقي علمهم بل قطع ان كل واحد منهم قد مات فدفن علمه معه وحقق ظنه في ذلك واستدل على صحته عند نفسه بأن شيئا من هذه التآليف لو كان بيننا موجودا لكان اليهم منقولا وعندهم ظاهرا لقرب المزار وكثرة السفار وترددهم اليهم وتكررهم علينا ثم لما ضمنا المجلس الحافل بأصناف الاداب والمشهد الآهل بانواع العلوم والقصر المعمور بانواع الفضائل والمنزل المحفوف بكل لطيفة وسيعة من دقيق المعاني وجليل المعالي قرارة المجد ومحل السؤدد ومحط رحال الخائفين وملقى عصا التسيار عند الرئيس الاجل الشريف قديمه وحسبه الرفيع حديثه ومكتسبه الذي اجله عن كل خطة يشركه فيها من لا توازي قومته نومته ولا ينال حضره هويناه واربى به عن كل مرتبة يلحقه فيها من لا يسو إلى المكارم سموه ولا يدنو من المعالي دنوه ولا يعلو في حميد الخلال علوه بل اكتفي من مدحه باسمه المشهور واجتزي من الاطالة في تقريظه بمنتماه المذكور فحسبي بذينك العلمين دليلا على سعيه المشكور وفضله المشهور أبي عبد الله محمد بن قاسم صاحب البونت اطال الله بقاءه وادام اعتلاءه ولا عطل الحامدين من تحليهم بحلاه ولا أخلى الأيام من تزينها بعلاه فرأيته اعزه الله تعالى حريصا على ان يجاوب هذا المخاطب وراغبا في ان يبين له ما لعله قد راه فنسى أو بعد عنه فخفى فتناولت الجواب المذكور بعد ان بلغني ان ذلك المخاطب قد مات رحمنا الله تعالى واياه فلم يكن لقصده بالجواب معنى وقد صارت المقابر له مغنى فلسنا
صفحه ۵