128

Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

ناشر

مطبعة سفير

محل انتشار

الرياض

ژانرها

وهذا يدل على عنايتهم الكبرى بدينهم، وأنه شغلهم الشاغل مرضات اللَّه تعالى في كل الأحوال والأوقات؛ فإن همَّ الدين والآخرة هو الهمّ المرغوب فيه حيث يحوي خيري الدنيا والآخرة، قال النبي ﷺ: «مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ» (١). تضمنت هذه الدعوات الجليلات من عظيم الفوائد والمنافع: ١ - أن الإيمان هو أعظم أعمال القلوب المستلزم لأعمال الأركان ٢ - أن الإيمان الكامل هو الإيمان بكل ما جاء عن اللَّه تعالى، وبكل ما جاء عن رسول اللَّه ﷺ، مع الانقياد والتسليم. ٣ - «إثبات علوّ اللَّه ﷿ - لقوله تعالى: ﴿بِمَا أَنْزَلَ اللَّه﴾، والنزول يكون من أعلى إلى الأسفل. ٤ - أن من صفات المؤمن السمع والطاعة ٥ - أن كل الخلق محتاج إلى مغفرة اللَّه ﵎، وحتى الأنبياء والرسل. ٦ - أنه كلما كان الإنسان أقوى إيمانًا بالرسول ﷺ كان أشد اتباعًا له» (٢). ٧ - عِظم وسَعَة رحمة اللَّه ﷿ لهذه الأمة في إسقاط كثير من التكاليف

(١) رواه أحمد بلفظه، برقم ٢١٥٩٠، وصحح إسناده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ١/ ٩٨٦، برقم ٤٠٤، وأخرجه الترمذي بلفظ: «مَنْ كانَتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعل اللَّهُ غِناه في قلبه، وجمع عليه شَمْلَهُ، وأتَتْهُ الدنيا وهي راغِمَة، وَمَنْ كانت الدنيا هَمَّه، جعل الله فَقْرَه بين عينيه، وفَرَّق عليه شَمْلَهُ، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له»، برقم ٢٤٦٥، وابن ماجه بلفظ: «مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ»، برقم ٤١٠٥. (٢) تفسير سورة البقرة للعلامة ابن عثيمين، ٣/ ٤٤٦ - ٤٦١.

1 / 129