127

Explanation of Supplication from the Qur'an and Sunnah

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

ناشر

مطبعة سفير

محل انتشار

الرياض

ژانرها

- وأن يستره عن عباده، فلا يفضحه به بينهم - وأن يعصمه، فلا يوقعه في نظيره وقد تقدم أن اللَّه تعالى: قد قال: (قد فعلت») (١). وفي تقديم العفو والمغفرة على طلب الرحمة كما تقدم: أن التخلية سابقة على التحلية، ولم يأتِ في هذه الجمل الثلاث قوله: (ربنا): «لأنها فروع لهذه الدعوات الثلاث، ونتائج لها ﴿أَنتَ مَوْلاَنَا﴾ أي: أنت مالكنا، وسيّدنا، وناصرنا. ﴿فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾: «حيث أتى بـ (الفاء) إيذانًا بالسببية؛ لأن اللَّه ﷿ لما كان مولاهم ومالكهم، ومدبر أمورهم، تسبّب عنه أن دعوه بأن ينصرهم على أعدائهم» (٢). أي: يا ربنا انصرنا على الذين جحدوا دينك، وأنكروا وحدانيتك، ورسالة نبيّك، وعبدوا غيرك، واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والآخرة، كما في دعاء النبي ﷺ: «اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ» (٣).

(١) تفسير ابن كثير، ١/ ٤٧٥، والحديث في مسلم، برقم ١٢٦، وتقدم تخريجه .. (٢) الألوسي، ٣/ ١١٢. (٣) رواه النسائي في السنن الكبرى، كتاب الجمعة، باب كم صلاة الجمعة، برقم ١٠٤٤٥، وأحمد، ٢٤/ ٢٤٧، برقم ١٥٤٩٢، والبخاري في الأدب المفرد، ص ٢٤٣، والحاكم، ١/ ٥٠٧، وقال: «صحيح على شرط الشيخين»، وصحيح ابن خزيمة، ٢/ ١٥٥، والطبراني في الكبير، ٥/ ٤٧، برقم ٤٥٤٩، ومسند البزار، ٩/ ١٧٥، برقم ٣٧٢٤، وصححه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة، ٢/ ١٥٥، وفي صحيح الأدب المفرد، ص ٢٥٤، وغيرهما.

1 / 128