فهل يهمك بوساطة من استرد منك الواهب ما أعطى؟!
محصن بالفلسفة ... لا حد بعد الحد ... التعفف امتلاك مضاعف ...
يسري القول في مسمع الفتى من هؤلاء مسرى النسغ في النبتة ، فيشيع فيه ويمس ضميره، ويتحول إلى كيان عضوي، إلى حياة. (1) عدتك في المحن
يقول برتراند رسل في «تاريخ الفلسفة الغربية»: ثمة صدق وبساطة عظيمان في الكتابات التي تسجل تعليم إبكتيتوس. وإن أخلاقه لرفيعة وعلوية. وقلما يجد المرء أي تعاليم تفوقها إسعافا له حين يكون في موقف يقتضيه في المقام الأول أن يقاوم سلطة مستبدة.
2
يعلم إبكتيتوس أن ليس ثمة من أذى حقيقي يمكن أن يلحق بالمرء إلا ما يجره العقل على نفسه (حين يخطئ في أحكامه على الأشياء). الضرر لا يكون إلا ذاتيا.
3
ليس ثمة معنى لأن يكون المرء ضحية لغيره؛ فالمرء لا يمكن أن يكون ضحية إلا لنفسه! إذا مثلت أمام جبار الأرض فتذكر أن هناك من يرنو من الأعالي إلى ما يجري وأن عليك أن ترضيه لا أن ترضي هذا الإنسان. وتذكر قول سقراط: «بوسع أنيتوس وميليتوس بالتأكيد أن يقتلاني. أما أن يؤذياني فذاك ما ليس في وسعهما.» واختم مرافعتك بقولك: «أنا لن أتضرع إليك، ولن أبالي بالحكم الذي ستتخذه (فأنت الذي على المحك الآن!) إنما أنت من يحاكم الآن وليس أنا» (المحادثات، 2-2).
كن على يقين من الموت؛ فذلك أمر لا حيلة فيه. ولكن احترس من «الخوف من الموت»؛ فذلك أمر في قدرتك. «من التعس أن تنضج أكواز الذرة ثم لا تحصد، ومن التعس أن يكبر الإنسان ثم لا يموت» (المحادثات، 2-6). «جميع الطرق الموصلة إلى هاديس
4
صفحه نامشخص