تأليف
إبكتيتوس
الإهداء
إلى ملهمنا الأخير وبلسمنا المتبقي لنداوي به البشاعة؛ إلى شوبان العود الأستاذ نصير شمة. طائر من الغيب حط على غصننا الواهن في الوقت الخطأ، فما أجازه لدينا سوى أن الفن الحقيقي لا زمن له.
عادل مصطفى
مقدمة
لم يكن فردريك الأكبر يذهب في حملة عسكرية، إلا وهو يحمل في حقيبته نسخة من «المختصر».
جيمس ستوكدال
في مدرسته الفلسفية في نيقوبوليس يقف هذا الشيخ النحيل بين تلامذته من صفوة الشبيبة الرومانية، مكللا بتواضعه، مدججا بصدقه، مسيجا بحيائه. وجوده كله ينبض في كلماته، كلماته المتوهجة التي تضج بالحياة وتكتنز بالمعنى وتغنى بالجمال عن الزينة. فيتلقفها تلميذه النابه فلافيوس أريانوس وينزلها في الرق كما هي حريصا عليها ضنينا بها. ثم لا يجد بدا من الإشراف على نشرها بنفسه وقد علم أن الشراكة في الحكمة لا تنقصها، وأن تحريك الرياحين يزيدها طيبا.
ذلك هو إبكتيتوس الفيلسوف الرواقي الذي نبه شأنه في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي والثلث الأول من القرن الثاني؛ وكانت حياته صورة لفكره، ورفع نفسه من العبودية والبؤس إلى أعلى مدارج الحياة العقلية والروحية: «عبد، أعرج، معوز، ولكن عزيز لدى الآلهة» كما نقش على شاهد قبره.
صفحه نامشخص