أي تعبد. وآثروها أي إيثار. ثم ظعنوا عنها بالصغار. فهل بلغكم ان الدنيا سخت لهم نفسا بفدية. أو عدت عنهم
فيما قد أهلكتهم به بخطب. بل أوهمتهم بالقوارع. وضعضعتهم
بالنوائب. وعقرتهم بالمناحر. وأعانت عليهم ريب المنون.
فقد رأيتم تنكرها لمن دان لها. واثرها وأخلد إليها
حين ظعنوا عنها لفراق أبد. أو إلى آخر زوال. هل زودتهم
إلا الشغب. أو أحلتهم إلا إلى الضنك. أو نورت لهم إلا
الظلمة. أو أعقبتهم إلا النار. أفهذه تؤثرون. أم عليها
تحرصون. أم إليها تطمئنون. يقول الله عز وجل (من
كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم
فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار
وحبط ما صنعوا وباطل ما كانوا يعملون) فبئست الدار
صفحه ۵۵