لما لقيت من فراقها. وكن آنس ما تكون فيها أحذر ما تكون لها فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصة
عنه مكروه والسلام
(وقال عليه السلام في ذم الدنيا)
احذروا هذه الدنيا الخداعة الغرارة التي قد تزينت بحليها
وفتنت بغرورها. وغرت بآمالها. وتشوقت لخطأ بها. فأصبحت
كالعروس المجلوة. العيون إليها ناضرة. والنفوس بها مشغوفة
والقلوب إليها تائقة وهي لأزواجها. كلهم قاتلة. فلا الباقي
بالماضي معتبر. ولا الاخر بسوء أثرها على الأول مزدجر.
ولا اللبيب فيها بالتجارب منتفع. أبت القلوب لها الا حبا.
والنفوس بها الا ضنا. فالناس لها طالبان. طالب ظفر بها
فاغتر فيها ونسي التزود منها للظعن عنها فقل فيها لبثه حتى
صفحه ۳۸