والذي يطلع على الكتب القديمة المؤلفة في توجيه الآيات المتشابهة يرى أن مؤلفيها لم يحددوا أنواع هذا اللون من المتشابه، وإنما أشاروا في مقدمات كتبهم إلى بعض ما ستتضمنه كتبهم من صوره (٤٥) .
المطلب الرابع: نكتة هذا العلم، وحكمته، وأهميته، وفوائده:
نكتته (٤٦): «ما في إحدى المتشابهتين مما ليس في الأخرى من تقديم أو تأخير أو زيادة» (٤٧) .
حكمته: «التصرف في الكلام، والإتيان به على ضروب، ليعلمهم- أي العرب- عجزهم عن جميع طرق ذلك: مبتدأ به ومتكررا (٤٨»)، وهذا التصرف في اللفظ برئ من الإسراف والتقتير، حيث أنك تجد القرآن الكريم قد احتفظ بالمعنى في صورة كاملة لا ينقص شيئا يعتبر عنصرا أصليا فيه، كما أنه لا يزيد شيئا يعتبر دخيلا فيه
1 / 61