124

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

پژوهشگر

عرفات مطرجي

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨/١٩٩٨هـ

محل انتشار

بيروت

[١٠٠] وَيَقُولُونَ: امْرَأَة شكورة ولجوجة وصبورة وخؤونة، فيلحقون هَاء التَّأْنِيث بهَا، فيوهمون فِيهِ لِأَن هَذِه التَّاء إِنَّمَا تدخل على فعول إِذا كَانَ بِمَعْنى مفعول كَقَوْلِك: نَاقَة ركوبة وشَاة حلوبة، لِأَنَّهُمَا بِمَعْنى مركوبة ومحلوبة، فَأَما إِذا كَانَ فعول بِمَعْنى فَاعل، نَحْو صبور الَّذِي بِمَعْنى صابر ونظائره، فَيمْتَنع من إِلْحَاق التَّاء بِهِ، وَتَكون صفة مُؤَنّثَة على لفظ مذكره، قَالَ الشَّاعِر: (وَلنْ يمْنَع النَّفس اللجوج عَن الْهوى ... من النَّاس إِلَّا وَاحِد الْفضل كَامِله) وَقد ذكر النحويون فِي امْتنَاع الْهَاء من هَذِه الصِّفَات عللا، أَجودهَا أَن الصِّفَات الْمَوْضُوعَة للْمُبَالَغَة نقلت عَن بَابهَا لتدل على الْمَعْنى الَّذِي تخصصت بِهِ، فَأسْقطت هَاء التَّأْنِيث فِي قَوْلهم: امْرَأَة صبور وشكور وقبيله، وَفِي قَوْلهم: فتاة معطار ونظائره، كَمَا ألحقت بِصفة الْمُذكر فِي قَوْلهم: رجل عَلامَة ونسابة، ليدل مَا فَعَلُوهُ على تَحْقِيق الْمُبَالغَة، وَيُؤذن بحدوث معنى زَائِد فِي الصّفة، وَامْتِنَاع الْهَاء من فعول بِمَعْنى فَاعل أصل مطرد لم يشذ مِنْهُ إِلَّا قَوْلهم: عدوة الله، فَإِنَّهُم ألْحقُوا بهَا الْهَاء، فَقَالُوا: عَدو وعدوة،

1 / 132