123

درة الغواص في أوهام الخواص

درة الغواص في أوهام الخواص

پژوهشگر

عرفات مطرجي

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٨/١٩٩٨هـ

محل انتشار

بيروت

(فَمَا نبالي إِذا مَا كنت جارتنا ... أَلا يجاورنا إلاك ديار) فَلم يَأْتِ فِي أشعار الْمُتَقَدِّمين سواهُ، والنادر لَا يعْتد بِهِ، وَلَا يُقَاس عَلَيْهِ. [٩٩] وَيَقُولُونَ: هَب أَنِّي فعلت، وهب أَنه فعل، وَالصَّوَاب إِلْحَاق الضَّمِير الْمُتَّصِل بِهِ، فَيُقَال: هبني فعلت وهبه فعل، كَمَا قَالَ أَبُو دهبل الجُمَحِي: (هبوني امْرأ مِنْكُم أضلّ بعيره ... لَهُ ذمَّة إِن الذمام كثير) وَمثله قَول عُرْوَة بن أذينة: (إِذا وجدت أوار الْحبّ فِي كَبِدِي ... أَقبلت نَحْو سقاء الْقَوْم أبترد) (هبني بردت بِبرد المَاء ظَاهره ... فَمن لنار على الأحشاء تتقد) وَكَانَ عُرْوَة هَذَا مَعَ تغزله نقي الدخلة ظَاهر الْعِفَّة. وَرُوِيَ أَن سكينَة بنت الْحُسَيْن ﵄: وقفت عَلَيْهِ ذَات يَوْم، فَقَالَت لَهُ: أَأَنْت الْقَائِل، وأنشدت: (قَالَت وأبثثتها وجدي فبحت بِهِ ... قد كنت عِنْدِي تحب السّتْر فاستتر) (أَلَسْت تبصر من حَولي فَقلت لَهَا ... غطى هَوَاك وَمَا القى على بَصرِي) قَالَ: نعم، فَقَالَت وَأَنت الْقَائِل: (إِذا وجدت أوار الْحبّ فِي كَبِدِي ) وأنشدته الْبَيْتَيْنِ الْمُقدم ذكرهمَا، قَالَ: نعم، فالتفتت إِلَى جوَار كن حولهَا، وَقَالَت: هن حرائر إِن كَانَ خرج هَذَا من قلب سليم. وَمعنى هبني، أَي عدني واحسبني، فَكَانَ فِيهِ معنى الْأَمر من وهب.

1 / 131