المبتدع قصده الترويج على العوام ومن لا يعرف شروط الأدلة وكيفية استخراج الحكم ويهول عليهم بقوله هذا نص القرآن وهذا قول الله فتنخلع أفئدتهم لقوله ولا يعلمون ما وراء ذلك.
(الفصل الثالث) في الجواب عن استدلاله بالآيتين المذكورتين على وجه التفصيل.
أما الآية الاولى وهي قوله تعالى "لا يواخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام ذلك كفارة أيمانكم اذا حلفتم واحفظوا ايمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون" وانما يتم الاستدلال بها اذا تبين دخول يمين الطلاق في عموم قوله " ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم" ولم يكن لذلك معارض يمنع دخولها فيه والكلام على هذه الآية يلتفت على الكلام على الآية الاخرى في سورة البقرة قال الله تعالى " ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم لايؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم وللمفسرين في معنى قوله تعالى " ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا" قولان : أجدهما ان المراد لا تجعلوا اليمين بالله تعالى
صفحه ۲۶