361

دُرّ منظوم

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

ژانرها

فقه شیعه

أما بعد: فإني قد حملت أمرا عظيما، وتقلدت تكليفا جسيما تنوء به الجبال الرواسي، ويعيا بمشكله الفطن النطاسي (1)، ولا يوجد لأخطاره وعظيم أوزاره آسى، إلا مع تيسير الله ورحمته، وتوفيقه وعصمته، وهدايته، وإعانته، وحياطته، ورعايته، وحمايته، وكلايته، وإغاثته وعنايته، وبالله العظيم ما دخلت فيه رغبة في الدنيا، ولا خضت غماره وفي القلب شيء من سيء الأهواء، لكنه لما ضاق المجال، وأعوز في الاعتذار المقال، لم أجد بدا من الإقدام، فأقدمت راجيا من الله تثبيت الأقدام، ولقد أسرعتم رحمكم الله إلى الطاعة، وبذلتم في النصح لله حد الاستطاعة، فجعل الله سعيكم مشكورا، وعملكم مبرورا، وبلغكم أملكم في نصرة هذا الدين الحنيف، ورفع أعلام المذهب الشريف، وجمع كلمتنا وسائر المسلمين على التقوى، وعصمنا من تشتت الآراء واختلاف الأهواء، وجعلنا ممن يؤثر الآخرة ويرفض الدنيا، وجعل دعوتنا هذه شادة لأزر الدين، فاتة لأعضاد المفسدين والمعتدين إنه خير ناصر وعاضد وولي ومعين.

تمت الدعوة الميمونة على منشئها أفضل الصلاة والتسليم عند انبساط الشمس في العشر الأولى من ذي الحجة سنة879، بمشهد الإمام علي بن المؤيد عليه السلام (2) .

صفحه ۳۷۷