اللهم أحسن إلى من يذكرنا إن نسينا، ويحذرنا على أمر مستهجن إن هممنا، ومن إذا خلا بنا وعظنا، وإذا عرض لنا سنة في تصرفنا أيقظنا، وإذا أنس منا جهالة عرفنا، أو تصميما في محل اللبس خوفنا، فلسنا ندعي العصمة على الخطأ، والوصمة، اللهم إنا نسألك عصمة عن الخطأ والخطل، وسلامة من الزيغ والزلل، وتوفيقا في القول والعمل، وبلوغا في دينك لقصارى الأمل .
القسم الثالث: في ذكر ما نبذله لمن أجاب دعوتنا واستشعر مودتنا، والتزم بعروتنا، وانضم إلى جماعتنا، فنقول:
علينا لمن تلك صفته، وهجيراه ووظيفته، المحبة في الله، والمودة والموالاة، والاسعاف والمواساة، والحياطة والإنصاف، والصيانة والإتحاف ولا يخاف، وعدم الغلظة والاعتساف، والحماية والمدافعة، والذب والممانعة، والإعزاز والإكرام، والرفق والاحترام، وأن نوقر الكبير ونرحم الصغير، ولا نبغي علوا، ولا يورثنا أبهة الأمارة طغيانا وعتوا، بل نخفض الجناح للمتقين، ونكون كقوله تعالى:?أذلة على المؤمنين? [المائدة:54]، ونقبل الحق من حيث ورد، ولا نكفهر (1) في الرد على أحد، ونعد من أحب الناس إلينا وأزلفهم لدينا من يكافحنا بالنصح المبين، ولا يغضي على شيء مما يصم ويشين، ونسكن الملهوف، ونؤمن من الأمر المخوف، ونؤوي الطريد، ونغيث الشريد، ونعين الفقير، ونجير المستجير، وننصر المظلوم، وننعش المهضوم، ونميت الاختلاف، ونحيي الالتئام والائتلاف، ونعلي العلم وأهله، ونعز الفضل، ونجمع شمله، ونفرج الغمى، ونسكن الدهماء، ونذهب بالنائرة، ونخمد نيران الفتن الساعرة، ولا نتحامل على من سبقت منه إساءة، ولا نرتضي له كغيره مساءة، كل ذلك مقيد بمشيئة الله وهدايته، ونصرته وإعانته، فهو ولي التمكين، وخير ناصر ومعين.
صفحه ۳۷۴