يقال: بل إهمالهم أو أكثرهم، وعدم اهتمامهم به ظاهر، ومن أورده منهم أو تعرض له فبما لا يشفي على سبيل العروض لا القصد، هذا فيما اطلعت عليه من الكتب المعتمدة والأسفار المتداولة، وأهلها هم الذين أردنا بنسبة الإهمال لا غيرهم ممن لم نطلع على مصنفاته، ولا وقفنا على حججه وأماراته، وما لم نعلمه ولا نطلع عليه أكثر مما علمناه وطالعناه، والعلم علم الله جل جلاله.
قوله: قد أوردوا من الأدلة على ذلك ما لا يخفى.
يقال: هذا الذي نقله الأخ أيده الله تعالى من استدلالهم على هذه الفروع... إلى أن قال: فلا حاجة إلى تطويل الكلام ببيانه. مما لا يخفى على من له أدنى ذوق أنه من الأمارات الظنية، لا الدلائل اليقينية، وإنما تلك ظواهر وأخبار آحادية ودعاوى مجردة عن إيراد البينة القوية، كدعوى الإجماع على وجوب معرفة شرائط الإمام.
سبحان الله ما أسهل الاستدلال بالإجماعات إذا كان الأمر هكذا!!!
قوله: وإنما أقدموا عليه من الاعتقاد.. إلى قوله: كان عن دليل.
يقال: الحمل على ذلك إنما يكون مع الاحتمال وعدم الجزم بأحد الطرفين، فأما مع القطع الذي لا شك فيه فلا، ونحن نعلم ضرورة من حال العوام عدم معرفة ماهية الإمامة ومعناها فضلا عن أحكامها وتحقيقها، وفهم دقائق مسائلها، بل قد علمنا من حال كثير من المميزين الحذاق المهرة في بعض العلوم عدم معرفة ذلك والإحاطة بشيء منه، فكيف بالعوام أشباه الأنعام الذين لا يميزون بين الخاص والعام، ولا يفرقون بين المأموم والإمام؟!
صفحه ۲۹۳