الدرر في اختصار المغازي والسير

ابن عبد البر d. 463 AH
162

الدرر في اختصار المغازي والسير

الدرر في اختصار المغازي والسير

پژوهشگر

الدكتور شوقي ضيف

ناشر

دار المعارف

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٠٣ هـ

محل انتشار

القاهرة

غَزْوَة ١ الخَنْدَق ثمَّ كَانَت غَزْوَة الخَنْدَق فِي شَوَّال٢ من السّنة الْخَامِسَة، وَكَانَ سَببهَا أَن نَفرا من الْيَهُود، مِنْهُم كنَانَة بْن الرّبيع بْن أبي الْحقيق، وَسَلام بْن مشْكم، وحيي بْن أَخطب النضريون٣، وهوذة بْن قيس وَأَبُو عمار٤ من بني وَائِل -وهم كلهم يهود، وهم الَّذين حزبوا الْأَحْزَاب وألبوا وجمعوا- خَرجُوا٥ فِي نفر من بني النَّضِير وَنَفر من بني وَائِل، فَأتوا مَكَّة، فدعوا قُريْشًا إِلَى حَرْب رَسُول اللَّهِ ﷺ ووعدوهم من أنفسهم بعون من انتدب إِلَى ذَلِك، فأجابهم أهل مَكَّة إِلَى ذَلِك. ثمَّ خرج الْيَهُود المذكورون إِلَى غطفان فدعوهم إِلَى مثل ذَلِك فأجابوهم. فَخرجت قُرَيْش يقودهم أَبُو سُفْيَان بْن حَرْب، وَخرجت غطفان وَقَائِدهمْ عُيَيْنَة بْن حصن بْن حُذَيْفَة بْن بدر الْفَزارِيّ على فَزَارَة والْحَارث بْن عَوْف المري على بني مرّة ومسعود٦ بْن رخيلة على أَشْجَع٧. فَلَمَّا سمع رَسُول اللَّه ﷺ باجتماعهم وخروجهم إِلَيْهِ شاور أَصْحَابه، فَأَشَارَ عَلَيْهِ سلمَان بِحَفر الخَنْدَق، فَرضِي رَأْيه*. وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمئِذٍ:

١ انْظُر فِي غَزْوَة الخَنْدَق -وَتسَمى غَزْوَة الْأَحْزَاب- ابْن هِشَام ٣/ ٢٢٦ والواقدي ٣٦٢ وَابْن سعد ج٢ ق١ ص٤٧ والطبري ٢/ ٥٦٤ وأنساب الْأَشْرَاف ١/ ١٦٥ وَالْبُخَارِيّ ٥/ ١٠٧ وصحيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ ١٢/ ١٤٥، ١٢/ ١٧١ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ٥٤ وَابْن كثير ٤/ ٩٢ والنويري ١٧/ ١٦٦ والسيرة الحلبية ٢/ ٤٠١. ٢ قَالَ ابْن سعد: فِي ذِي الْقعدَة من السّنة الْخَامِسَة. وَقيل: بل كَانَت فِي السّنة الرَّابِعَة. وَهُوَ قَول ضَعِيف وَبِه قَالَ البُخَارِيّ وَابْن حزم. ٣ النضريون: نِسْبَة إِلَى بني النَّضِير. ٤ هَكَذَا فِي ر وَجَمِيع المصادر، وَفِي الأَصْل: أَبُو عمَارَة. ٥ وَفِيهِمْ نزل قَوْله تَعَالَى: ﴿ألم تَرَ إِلَى الَّذين أُوتُوا نَصِيبا من الْكتاب يُؤمنُونَ بالجبت والطاغوت وَيَقُولُونَ للَّذين كفرُوا هَؤُلَاءِ أهْدى من الَّذين آمنُوا سَبِيلا﴾ . ٦ فِي بعض المصادر مسعر بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون السِّين. ٧ وَيُقَال: خرجت مَعَهم بَنو سليم يقودهم سُفْيَان بن عبد شمس حَلِيف حَرْب بن أُميَّة، وَبَنُو أَسد يقودهم طليحة بن خويلد الْأَسدي. * قلت: فِيهِ مَا يدل وجوب اسْتِعْمَال الحذر فِي وقته، فَإِن كَانَ فِي ظَاهره وَهن ضَعِيف فَإِن عاقبته حميدة. وَفِيه مَا يدل على أَن الْأَعْمَال الشاقة المتعبة على الْجَمَاعَة يَنْبَغِي أَن تقسم حَتَّى لَا يتواكل النَّاس فِيمَا بَعضهم على بعض. وَتلك =

1 / 169