بكر الباقلّانيّ (٤٠٣ هـ)، وتصنيفاتٍ لبعض المتأدِّبين كـ (العُمْدَة في مَحاسِن الشِّعر وآدابِه) لابن رشيقٍ القَيْروانيّ (ت ٤٦٣ هـ)، وبديعيّاتٍ كـ (الكافية البديعيّة في المدائح النَّبويّة) لصَفيّ الدِّين الحِلّيّ (ت ٧٥٠ هـ)، ومنظوماتٍ وأراجيزَ تعليميّةً كـ الحَلَبيّ الكبير (ت ٨١٥ هـ).
ولعلَّهم لجؤوا في الأزمنة المتأخِّرةِ إلى طريقة المنظومات التّعليميّة؛ كما في منظومة (مئة المعاني والبيان) لابن الشِّحْنَة؛ لأنّ لها موسيقى تُساعدُ على حفظِ القواعد ورُسوخِها في ذاكرةِ طالب العلم، ولتقييد العلوم وحفظ المخطوطات في الصُّدور بعد ما رأَوا بعيونِهم كثيرًا من المخطوطاتِ حُرِّقَتْ وغُرِّقَتْ على أيدي المُغُولِ.
وقد قرأتُ بدقّة وتمعُّنٍ نحوًا من ستين منظومةً بلاغية؛ منها: «لِسانُ العَرَب في عُلُوم الأَدَب» لِشَعْبانَ الآثاريِّ (ت ٨٢٨ هـ)، و«عُقُودُ الجُمان في عِلم المعاني والبيان» للسُّيوطيِّ (ت ٩١١ هـ)، و«الجَوهَرُ المكنون في صَدَف الثَّلاثة فنون» للأخضريّ (ت ٩٥٣ هـ)، و«منظومةُ الطَّبلاويِّ في الاستعارات» لمنصورٍ الطَّبلاويِّ (ت ١٠١٤ هـ)، و«حُسْنُ المجاز بضَبْطِ علاقاتِ المجاز» للسُّنْدُوْبيِّ (ت ١٠٩٧ هـ)، و«ياقُوتة البَيَان» للإفرانيّ (ت بعد ١١٥٥ هـ)، و«منظومة السُّجَاعيِّ» للسُّجَاعيِّ (ت ١١٩٧ هـ)، و«كِفايةُ المُعاني في نَظْمِ حُرُوف المَعاني» للبَيْتُوْشِيِّ (ت ١٢٢١ هـ)، و«نَوْرُ الأَقاح» للشِّنْقِيْطِيِّ (ت ١٢٢٥ هـ)، و«نظْمُ الاستعارات» لابن كيران الفاسيّ (ت ١٢٢٧ هـ)، و«مُلْحَةُ البَيَان» للمَرْصَفِيِّ (ت ١٣٠٠ هـ)، و«الطِّرازُ المُعْلَم في علم البيان» لناصيف اليازجي (ت ١٨٧١ م)، ومنظوماتٌ أخرى؛ أكثرُها ما زال مخطوطًا.
وقد رأيْتُ أنَّ المنظومةَ البلاغيّةَ التي ألَّفَها ابنُ الشِّحْنَة (ت ٨١٥ هـ) وأسماها: «مئة المعاني والبيان» أُرجوزةٌ نفيسةٌ، وهي أقدمُ منظومة بلاغيّة تامّةٍ وجدناها، وأوجزُ نظمٍ اختصَرَ مباحثَ تلخيص المفتاح للقزوينيّ
1 / 15