قوم من أعلام العلوم الّذين هم أسنمة «١» الأدب وغواربه، ومنهم مشارق الشّعر [١] وفيهم مغاربه، ممّن رأيته فكان [٢] لقاؤه لعيني كحلا، أو سمعت به فكانت أخباره لسمعي نحلا «٢»، ولولا تكرار الكؤوس لما استقرّت الأطراب في النفوس، ولا استقلّت صبابة «٣» [٣] الخمار عن الرؤوس، والحياة على حسن مساقها [٤] وطيب مذاقها [٥] ما [٦] جاوزت النّفس إلا ودّت [٧] معاده، وحبّها لكلّ من الحيوانات عادة. حتى إنّها لا تملّ إذا كرّرت عليها، ولا تكره إذا ردّت [٨] إليها، وربّما أتّقي [٩] ملامة الباقين من الفضلاء، فإنّ في الزّوايا منهم بقايا، قد أرخي [١٠] لهم إلى عصرنا هذا طول البقاء، وبقى ممّا [١١]
_________
[١]- في س: الأرض.
[٢]- في ف ١: وكان.
[٣]- في ح وب ٢ وب ١ ول ٢: ضبابة.
[٤]- في ح وف ٣: مساقتها.
[٥]- في ح وف ٣: مذاقتها.
[٦]- في ل ٢: إذا ما.
[٧]- في س وب ٢ وف ١: ودّ.
[٨]- في ح: رددت.
[٩]- في ل ١: ألقى.
[١٠]- في را: أرضى.
[١١]- في ح: ما.
1 / 33