تأليف
عباس محمود العقاد
بين يدي القراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اسم هذه المجموعة يدل على موضوعها؛ لأنها ديوان مقتبس من دواوين الناظم، وهي: يقظة الصباح، ووهج الظهيرة، وأشباح الأصيل، وأشجان الليل، ووحي الأربعين، وهدية الكروان، وعابر سبيل، وأعاصير مغرب، وبعد الأعاصير، وما يلي من شعر نظم بعد صدور هذا الديوان الأخير.
وقد نفدت الأجزاء الأولى من هذه الدواوين وأعيد طبعها فنفدت في حينها، ولم يبق من آخر هذه الدواوين جميعا إلا القليل، وجاءتنا الرسائل الكثيرة مممن يسألون عن بعض هذه الدواوين أو عنها جميعا ويطلبون إرسالها إليهم، وبخاصة قراء البلاد العربية التي لم يتيسر وصول الكتب المصرية إليها في بعض العهود، فترددنا بين طبعها في مجلد واحد وبين إعادتها أجزاء متفرقة كما صدرت أول مرة، وكلاهما لا يغني في تيسير المطلوب منها، لضخامة الحجم أو لتطاول الزمن، فآثرنا أن نتوسط بين الأمرين باقتباس هذه المجموعة التي تنوب عن شعر الدواوين جميعا إلى حين، وتتم أبواب الشعر في جملتها لمن نقصت عنده بعض الأجزاء.
ويطيب لنا أن نشير إلى نفاد هذه الدواوين؛ لأننا نستفيد منه ميزانا من موازين الأدب في عمومه، وميزانا من موازين الشعر على الخصوص، وميزانا من موازين الشعر في عصرنا هذا على الأخص، وهو أحوج ما يكون إلى ميزان وإلى بيان.
فلا مرجع لنقد الشعر غير قرائه الراغبين فيه بمعزل عن ضجة «الدعاية» ومذاهب النقاد وموقف الصحافة وأدوات النشر بين الإقبال والإعراض أو بين العناية والإهمال.
وأصدق ما يكون ذلك الميزان في دلالته على القول الأخير في نقد الشعر أن يكون هذا الشعر مما يتفق محبوه وخصومه على أنه كلام لا يوصف بالصبغة السطحية ولا يستهوي الجهلاء ببهرج رخيص قليل الحظ من الفهم والتفكير ولا يستثير الغريزة التي تسوغ ما ليس بالسائغ في موازين النقد والتمييز.
وبين يدي هذا المرجع الأمين، بل هذا الموئل القرير الذي لا نرتضي لكلام نقوله موئلا سواه، نقدم هذا الديوان من الدواوين كما قدمناها جميعا من قبل، شاكرين ذاكرين.
صفحه نامشخص