53

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

ناشر

الدار القومية للطباعة والنشر

محل انتشار

القاهرة - جمهورية مصر العربية

ژانرها

وقال أبو ذؤيب -رحمه الله تعالى- أَصْبَحَ مِنْ أُمِّ "عمرٍو" "بَطْنُ مَرَّ فأَجْـ ... ـزاعُ الرَّجِيعِ" "فذو سِدْرٍ" "فأمْلاحُ" (١) الجِزْعُ. طَرَفُ (٢) الوادي. وَحْشًا سِوَى أنّ فُرّادَ السِّباعِ بها ... كأنّها مِنْ تَبَغِّي الناسِ أَطْلاحُ (٣) قوله: فُرّاد السباع، ولا يَنفرِد من السِّباع إلّا الخبيث. وقوله: "مِن تَبغِّي الناسِ أَطْلاحُ" (٤)، أراد كأنها مُتعَبَةٌ في رُبُوضِها. يا هَلْ أُرِيكَ حُمولَ الحيِّ غاديةً ... كالنَّخْل زَيَّنه يَنعٌ وإفْضاحُ أراد: يا هذا هل أُرِيك. ويُروَى: "بل هل أُرِيك". وقوله: "كالنخل" شبّه الإبلَ بالنخل (٥). ويَنْعٌ: إدراكٌ. الإفضاح، يقال: قد أَفضَحَ البُسْرُ، إذا ما اختَلَط (٦) في خُضرته بصُفْرةٍ أو حُمْرة.

(١) في رواية: "فأكناف" مكان: "فأجزاع" كما روى "بطن مر" بالتنوين. وهو بفتح الميم من نواحي مكة، عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران واديا واحدا. قاله ياقوت واستشهد ببيت أبي ذؤيب هذا. والرجيع: ماء لهذيل بين مكة والطائف. وذكر ياقوت "ذا سدر"، "وأملاحا" ولم يعينهما. قال: وقد تكرر ذكر أملاح في شعر هذيل؛ فلعله من بلادهم. (٢) وقيل: "منعطفه". وقال أبو عبيدة: اللائق به فتح الجيم. (٣) في رواية: "فراط السباع" بالطاء، أي ما تقدّم منها. قاله الأصمعى. وروى خالد: "ورّاد السباع" بضم الواو وتشديد الراء. يقول: إن سباع هذه المواضع تربض وتلزق بالأرض كما يصنع المعي، وذلك من خبثها، فهي تتظاهر بالإعياء خداعا تبتغى الناس بذلك، فكأنها من شدّة ما تلزق بالأرض إبل مهازيل. (٤) الواحد طلح بفتح الطاء وكسرها. (٥) أوضح من هذا التفسير قول الأخفش: شبه الإبل وما عليها من الزينة بالصفرة والحمرة، بالنخل الحامل. (٦) فسر بعض اللغويين الإفضاح بأنه خلوص اللون الواحد، إما حمرة وإما صفرة.

1 / 45