نبلاء السعي [الخفيف]
في مدح بني المنذر.
ورَكوبٍ تَعزِفُ الجِنُّ به ... قبلَ هذا الجيلِ، من عَهدٍ أبَدْ (١)
وَضِبابٍ، سَفَرَ الماءُ بها ... غَرِقَتْ أولاجُها غَيرَ السُّدَدْ (٢)
فَهْيَ مَوتى، لَعِبَ الماءُ بها، ... في غُثاءٍ، ساقَهُ السّيلُ، عُدَد (٣)
قد تَبَطّنْتُ بِطِرْفٍ هَيكَلٍ ... غَيرِ مَرباءٍ ولا جَأبٍ مُكَدّ (٤)
قَائِدًا قُدّامَ حَيٍّ سَلَفُوا ... غيرَ أنكاسٍ، ولا وُغْلٍ رُفُدْ (٥)
نُبَلاءِ السّعْيِ، مِن جُرْثُومَةٍ ... تَترُكُ الدّنْيا، وتَنمي للبَعَدْ (٦)
_________
(١) الركوب: الطريق الذي اعتاد الناس ركوبه. العزيف: صوت الجن. الجيل: الأمة من الناس. أبد: تقادم.
(٢) الضباب: واحدها الضب وهو من الحبوانات. الأولاج: مفردها الولجة وهي المكان الذي يستتر الناس فيه اتقاءً للمطر. السدد: الماء المرتفع.
(٣) الغثاء: ما يطفو على وجه الماء من النبات اليابس.
(٤) تبطنت: أصبحت في بطنه. الطرف الهيكل: المهر الكريم الطويل. المرباء: الذي في مشيه ثقل. المد: المضروب بالسوط.
(٥) الأنكاس: واحدها النكس وهو الجبان. الوغل: واحدها الوغيل وهو الضعيف. الرفد: مفردها الرفود وهو الكريم الجواد.
(٦) الجرثومة: الأصل. الدنيا: الأشياء الصغيرة. تنمي: ترتفع.
1 / 30