دیوان عبدالرحمن شکری

عبد الرحمن شکری d. 1377 AH
253

دیوان عبدالرحمن شکری

ديوان عبد الرحمن شكري

ژانرها

وهذا الفرق بين الآري والسامي في تصور الأشياء، وهو السبب في اتساع الميثولوجي عند الآريين، وضيقها عند الساميين؛ فليست الميثولوجي إلا إلباس قوى الطبيعة وظواهرها ثوب الحياة، ونسبة أعمال إليها تشبه أعمال الأحياء، وتلك طبيعة الآريين، فإنهم - كما قلنا - قد امتازوا بقوة التشخيص والخيال على الساميين.

وهذا أيضا هو السبب في افتقار الأدب السامي إلى الشعر القصصي، ووفرة أساليب هذا النوع من الشعر في الأدب الآري. فإننا إذا راجعنا أكبر قصص الهنود والفرس، وتقصينا الملاحم الغربية قديمها وحديثها، وجدنا أنها تدور كلها على روايات الميثولوجي، وتستمد منها أصولها، وقد وسعت القصص منطقة الشعر الغربي، فكانت له ينبوعا تفرعت منه أساليبه، وتشعبت أغراضه ومقاصده، وحرم الشعر العربي منها، فوقف به التدرج عند أبواب لا يتعداها.

أما تقسيم الشعر إلى قديم وعصري، فليس المراد به تقسيمه إلى عربي وإفرنجي، ولا يراد بالعصري مقابلته بالقديم؛ فإني أعتقد أن الشعر العصري يشبه الشعر القديم في أن كليهما يعبر عن الوجدان الصميم، ولكن المراد منه التفريق بين الشعر المطبوع وشعر التقليد الذي تدلى إليه الشعر العربي في القرون الأخيرة.

فالشاعر قد يكون عصريا بريئا من التقليد، إلا أنه لا يلزم من ذلك أن يكون إفرنجيا في مسلكه.

وأيما شاعر كان واسع الخيال قوي التشخيص، فهو أقرب إلى الإفرنج في بيانه وأشبه بالآريين في مزاجه وإن كان عربيا أو مصريا، ولا سيما إذا كان مثل شكري، جامعا بين سعة الخيال وسعة الاطلاع على آداب العربيين.

بقلم الأستاذ عباس محمود العقاد

حياة الأمم أو التجدد والتغير

حياة الناس إما ماء نهر

فيصلحه التدفق والمسير

وإما ماء آجنة كثير

صفحه نامشخص