وهذه الحقيقة تبدي لك السر في شهرة بعض الادباء وخمود بعضهم فالأديب الذي صور عنصرا من عناصر حياة أمته أو عصره بقي خالدا في ذلك العصر والأديب الذي عبر عن مشاعر أمته اعتبر تراثا حيا من تاريخها ومثال الجانب الأول شعراء خلدوا بقصيدة واحدة كابن زريق في عينيته التب عبر فيها عن معان رائعة من المعاني الانسانية بأن طرق موضوع البيت والزوجة والهجرة ومثال الجانب الثاني أبو الطيب المتنبي الذي يعتبر مثالا حيا للكائن العربي بروحه وادراكه ونفسيته.
وفي ضوء هذه المقدمة أريدك أن تسألني أيها القارئ الكريم من هو الشاعر الذي يمثلكم أنتم في عمان؟ أجل من هو العنوان لكتاب الشعب العماني؟ نعم من هو؟ الحق أنه سؤال يتوقف على الاجابة عنه كيان شعب كامل وفي اعتقادي اننا إن وجدنا الأديب الذي يمثلنا فمعنى ذلك أن عناصر الحياة في عمان قوية وأن هذه الأرض التي تصطرع حولها اليوم القوى سوف تنتصر لأنها تملك الاشعاع الذي تلقيه على الجهاد فينطق وعلى الخامل فينشط هذا الاشعاع الذي تنشره على عقل الجاهل فيسطع منه الوعي ويزحف من معقله باقدام. وأنا قبل أن أجيبك عن هذا السؤال سأسأل نفسي فأسمع ما أقوله لها- هل عندنا نحن العمانيين شاعر يمثل ميولنا؟ هل عندنا شاعر يمثل روحيتنا؟ هل عندنا شاعر يمثل أخلاقنا؟ هل عندنا شاعر في شعره أمجادنا؟ هل عندنا شاعر يربطنا بأمتنا العربية الكبرى؟ هل عندنا شاعر يخرج بنا من عزلتنا في الجنوب الشرقي من هذه الجزيرة فينبه إخواننا العرب الينا حتى المحيط الاطلسي وعلى مآذن الأزهر وخمائل بردى وضفاف الرافدين ةمقدسات الحجاز وأمواج جزائر البحرين؟ اجيبي يا نفس فإن وجدت فقد بعثت لنا أملا كبيرا وأوجدت لنا شعلة من الحيوية نستطيع بها أن نقول للعماني قف إن لك لشأنا في هذا الوجود لأن لك شاعرا قف إن أمتك حية لأنها انطقت شاعرا عبر عن كل عناصر حياتها.
صفحه ۴