وأزعجوكم عن ظلال ريفكم ... ... وليتكم لم تزعجوا عن الفلا
وضايقوكم في بلاد ربكم ... ... ... حتى على مدفن ميت في الثرى
أليست هذه حقائق واقعة يضعها نصب أعيننا هذا الشاعر العماني؟ كل هذا وحتى ازعاج الريف لم يبالغ الشاعر فيه ألم تحدث حادثة دنشواي؟ ألم يتخذوا الفلوات معسكرات ثم ألم يضايقونا حتى على مدفن ميت فلموتاهم مقابر خاصة لا ندفن فيها موتانا رغم أن الأرض أرضنا لقد أجاب هو على هذا التساؤل ومحا كثيرا من هذه المظاهر رجال مصر الذين يقودهم الزعيم العربي جمال عبد الناصر من سعى لمصلحة العرب ومحو عار الإحتلال عنهم من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ولا يسعني إلا أن أختصر هذه المعلقة الرائعة فكل ما فيها وبالأخص بعد هذه الأبيات الرائعة فليقرأها القارئ من الديوان فإن الرجل يعلو إلى ذروة الروعة الشعرية ويرتفع إلى مستوى عال من التعبير والاقناع.
أليس عارا أن تعيش أمة ... ... ... مثل اللقى أو عرضا لمن رمى
يلفنا الخزي إلى أوتاره ... ... ... ويحكم النذل علينا ما يرى
ويذكر بعد هذا الواقع المؤلم بالماضي فيشيد به وبأهله ولكنه يعود فيقول إن أولئك لهم مجدهم ونحن ويا للأسف لناذلنا إلا إذا اتبعنا سبيلهم لا أن نكون كما يرانا أولا:
فتحت عيني فرأيت غافلا ... ... ... يحمله السيل وليته درى
ونائما والنار في جثمانه ... ... ... كأنه جزل الغضا وما وعى
ويستمر معددا صنوف الأفراد العرب حتى يصل إلى هذا الصنف القبيح:
وبائعا لوطن فيه انتشى ... ... ... للقمة يلذها وهي الردى
وبنظرة عامة إلى مجتمعنا يراه هكذا؟
همهم في شهوات طبعهم ... ... ... هم السوام في ارتياد المرتعى
سريهم من جمع المال ولو ... ... ... أفلس من مروءة ومن حجا
إذا دعا المجد تفادى ناقصا ... ... ... وإن دعاه بذخ قال أنا
أما العلامة لهذه الحالة المؤلمة فهي:
ليس أنا إلا التفاف قوة ... ... ... بقوة ومقتدي بمقتدي
ليس لها إلا نفوس أطفأت ... ... ... أضغانها وإشتعلت فيها التقى يلمها الإيمان قلبا واحدا ... ... ... وهيبة الله وسورة الهدى
صفحه ۱۴