فعيونهم صور ووقع حديثهم
همس ورجع كلامهم إيماء
رهبا فعاف شاقه بذل الندا
راج وطاغ ساقه استعفاء
علموا مواقع ذنبهم من عفوه
فاستشعروا الإحسان حين أساءوا
لا يحسبن الروم سلمك رهبة
فالزند للنيران فيه ثواء
لم تغمد الأسياف من وهن بها
لكن نفوس أجلت ودماء
نامت على شبع وقد سالمتهم
وعلاج فرط الغبطة الإغفاء
يا نيرا لولا توقد نوره
هفت الحلوم وفالطت الأراء
لو أن بأسك والجموع زواحف
في مجمع البحرين غيض الماء
لله سيفك والقلوب بوالغ
ثغر الحناجر والنفوس ظماء
تتزاحم الأرواح دون وروده
فكأنما هو نطفة زرقاء
صفحه ۲