سَأَلناكَ لَو أَخبَرتَنا أَينَ يَمَّمُوا ... أَوَعسَ الحِمى الأَقصى أَمِ الأَوعَسَ الأَدنى
أَمِ الحَيُّ لَمّا أَكدَتِ المُزنُ يَمَّمُوا ... ثِمالًا فَشامُوا مِن أَنامِلِهِ المُزنا
لَقَد نَجَعُوا رَبعًا حَصينًا مِنَ النَدى ... وَصارُوا إِلى مَن يَمنَحُ المُدنَ لا البُدنا
فَتى كَرَمٍ أَفنى الصَوارِمَ في الوَغى ... ضِرابًا وَأَفنى بِالطِعانِ القَنا اللُدنا
يَدُلَّكَ مِن كِلتا يَدَيهِ عَلى الغِنى ... فَيُسركَ لِليُسرى وَيُمنُكَ لِليُمنى
هُوَ البَحرُ إِلّا أَنّنا لا نَرى لَهُ ... سِوى مُوقَراتِ العِيسِ مِن مالِهِ سُفنا
نَظَمتُ لِأَسنى الخَلقِ مَدحًا وَجَدتُهُ ... سَنِيًّا فَأَهدَيتُ السَنِيَّ إِلى الأَسنى
أَبا صالِحٍ إِن كُنتُ في القَولِ مُحسِنًا ... فَإِنَّكَ قَد جازَيتَني عَنهُ بِالحُسنى
وَأَعدَيتَني بِالجُودِ حَتّى تَرَكتَني ... أَجُودُ فَأُفِني مَكسَبي قَبلَ أَن أَفنى
تَشاغَلتُ أَبني فيكَ مَدحًا وَأَبتَني ... فَفيكَ الَّذي أَبني وَمِنكَ الَّذي يُبنى
إِذا نَحنُ جُدنا أَو نَفَحنا بِنِعمَةٍ ... فَمِنكَ وَمِمّا جُدتَ ذاكَ الَّذي جُدنا
وَإِن شُكِرَ القَومُ الأُلى مِنكَ رِزقُهُم ... فَإِنَّكَ بِالشُكرِ الَّذي شُكِروا تُعنى
إِذا المَرءُ أَولى الفَضلَ مِن فَضلِ غَيرِهِ ... فَمُوليهِ أَولى بِالثَناء الَّذي يُثنى
1 / 51