3- تفسير آيات الوضوء والاستنجاء والاغتسال والتيمم
تفسير الوضوء :
في سورة المائدة قوله { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة } (المائدة: الآية6) يعني: إذا أردتم أن تقوموا إلى الصلاة . وأنتم على وضوء , فعلمهم كيف يصنعون قال : { فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم } يعني : امسحوا من الماء برءوسكم , قال ابن مسعود : " يكفي مسح الرأس مرة واحدة " .
{ وأرجلكم إلى الكعبين } فيها تقديم , يعني : واغسلوا أرجلكم إلى الكعبين , فهذه الفريضة في الوضوء بالماء , فمن ترك شيئا من هذا الذي ذكره في كتابه فليغسل ذلك الموضع , ولا يعيد الوضوء, ومنهم من يرى أن يعيد إذا يبس كله، فإن ذكر بعدما صلى فليعد ذلك الموضع , ثم يصلي الثانية .
عن جابر بن عبد الله , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ويل للعراقيب من النار " . يعني : من لم يغسل عرقوبيه في الوضوء , وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أخبرني جبريل أن ربي أمرني أن أغسل الفنيكة " يغني : طرف اللحى .
تفسير الاستنجاء بالماء :
قوله في سورة براءة: { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين }(التوبة: الآية108) وذلك أن الأنصار كانوا يستنجون بالماء من غير أن يؤمروا , فأثنى الله عليهم في هذه الآية , فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم , وطائفة منهم في مسجد قباء بالمدينة فقال : يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم في أمر الطهور . فما الذي تصنعون ؟ , قالوا : نمر الماء على أثر البول والغائط . قال : فقرأ عليهم النبي هذه الآية { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } يعني: في مسجد قباء رجال يحبون أن يتطهروا , يعني الاستنجاء بالماء . { والله يحب المطهرين } , ففعله النبي بعد ذلك والمسلمون .
صفحه ۱۴