وقوله في السورة التي يذكر فيها " ق والقرآن المجيد " { وسبح بحمد ربك } (ق: الآية39) يعني : فصل بأمر ربك { قبل طلوع الشمس } صلاة الفجر { وقبل الغروب } يعني : صلاة العصر ، ومثلها { ومن الليل فسبحه } (ق:40) يعني : فصل له صلاة المغرب وصلاة العشاء، ثم ذكر التطوع قال : { وأدبار السجود } يعني : ركعتي صلاة المغرب , ووقتها ما لم يغب الشفق .
وقوله في السورة التي يذكر فيها الطور : { وسبح بحمد ربك } (الطور: الآية48) يعني : فصل بأمر ربك , { حين تقوم } يعني : الصلاة المكتوبة . { ومن الليل فسبحه } يعني : يعني : فصل له صلاة المغرب والعشاء , ثم ركعتي التطوع فقال : { إدبار النجوم } (الطور: الآية49) يعني : ركعتين قبل صلاة الفجر , ووقتهما قبل طلوع الفجر , ثم يكره الكلام والصلاة حتى يصلى المكتوبة .
قال : وأفضل الصلاة , التطوع بالليل , في نصف الليل إلى آخره حتى يطلع الفجر . قال : وأفضل الصلاة بالنهار بين صلاة الأولى والعصر . فذلك قوله في سورة الفرقان: { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا } (الفرقان:62) يقول: جعل الليل خلفا من النهار من كانت له حاجة أو اشتغل بالنهار فليتعبد بالليل , وجعل النهار خلفا من الليل لمن نام الليل فليتعبد بالنهار . يعني : الذكر لله وصلاة التطوع , ومن صلى التطوع وبجنبه من يصلي فلا يجهر بالقراءة ليغلط على الذي بجنبه , ومن صلى تطوعا قاعدا فلا بأس , أو على دابة وهو يسير حيث ما كان وجهه , وإن كان قبل المشرق والمغرب فلا بأس .
غير أنه إذا أراد أن يحرم صرف وجهه نحو القبلة ثم صلى حيث كان مسيره , هذا للمتطوع والخائف ./
صفحه ۱۳