کتاب الدرایه وکنز الغنایه ومنتهی الغایه وبلوغ الکفایه در تفسیر پانصد آیه
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
ژانرها
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم , [أمر] في الناس بالصدقة فجاء رجل بعذق من تمر عامته حشف , فوضعه في المسجد مع التمر , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من جاء بهذا ؟ قالوا : لا ندري . فأمر به فعلق , فكل من نظر إليه قال : بئس ما صنع الذي جاء بهذا , فذلك قوله{ ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } يعني: لا تعمدوا إلى الرديء "منه" يعني: من التمر ونحوه { تنفقون} يعني: في الصدقات , { ولستم بآخذيه } يعني: الخبيث { إلا أن تغمضوا فيه } يعني : لو كان لبعضكم على بعض حق لم يأخذ دون حقه , ثم استثنى فقال: { إلا أن تغمضوا فيه } يقول : إلا أن يهضم أحدكم عن بعض حقه فيأخذ دون حقه على علم فيصفح { واعلموا أن الله غني } عما عندكم من الأموال , { حميد } يعني: عند خلقه في سلطانه .
تفسير ما وعدهم الله من الخلف والمغفرة عند الصدقة :
قوله في السورة التي يذكر فيها البقرة (الآية:268):{ الشيطان يعدكم الفقر } يعني عند الصدقة , يقول : إذا تصدقتم من أموالكم افتقرتم { ويأمركم بالفحشاء } يعني: بالمعاصي { والله يعدكم مغفرة منه } لذنوبكم عند الصدقة , مثلها في التغابن { وفضلا } يعني: ويعدكم الخلف في صدقاتكم { والله واسع } لذلك الفضل{ عليم } بما تنفقون.
وقوله(البقرة:271) :{ إن تبدوا الصدقات } يقول : إن تعلنوا الصدقات{ فنعما هي وإن تخفوها } يعني: تستروها { وتؤتوها الفقراء } في السر{ فهو خير لكم } يعني: من العلانية , وكل مقبول السر والعلانية إذا كان لله , { ويكفر عنكم من سيئاتكم } يعني: يكفر عنكم من سيئاتكم , يغني: يكفر صدقات السر والعلانية من ذنوبكم { والله بما تعملون خبير }.
صفحه ۴۸