12- تفسير آيات إخراج الصدقة من طيب المال وبركتها وعد خلطها بالمن
تفسير نفقة المؤمن الذي يريد بها وجه الله وألا يمن بها:
قوله في السورة التي يذكر فيها البقرة (الآية:265): { ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله } يقول : ابتغاء رضوان الله { وتثبيتا من أنفسهم } يعني: تصديقا من أنفسهم , وتصديقا من قلوبهم , فهذا مثل نفقة المؤمن الذي يحتسب نفقته ولا يمن بها على المعطا { كمثل جنة بربوة } يعني: كمثل بستان في مكان مرتفع مستو تجري فيه الأنهار { أصابها } يعني : الجنة{ وابل } يعني: المطر الشديد الكثير { فآتت أكلها }يعني : ضعف ثمرتها في الحمل { ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل } يقول : إن لم يصبها المطر الشديد أصابها الطش وهو الرذاذ مثل الندا , فكذلك الذي ينفق ماله في غير من ولا أذى , ولم يصر على الذنب يضاعف نفقته إن كثرت أو قلت , كما أن شديد المطر وقليله ضاعف ثمرة الجنة حين أصابها وابل أو أصابها الطل { والله بما تعملون } يعني: بما تنفقون { بصير } .
وقوله(البقرة:267): { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } يعني: الأموال والذهب والفضة ونحوها , وأنفقوا من الطيبات { ومما أخرجنا لكم من الأرض } يعني: التمر والعنب والحبوب, قال : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون }.
صفحه ۴۷