275

(وحيات صم): أي لاتسمع، يشير بذلك إلى أنهم أجلاف جفاة لا يسكنون إلا القفار، وموضع الوحش(1) وأماكن الحشرات.

(تشربون الكدر): المتغير من الأمواه.

(وتأكلون الجشب): الجشب بالجيم هو: الطعام الغليظ، وقيل: هو الذي لا إدام(2) معه، وسماعنا له بالجيم لاغير، ومنه الحديث: ((اخشوشبوا واجشوشبوا))(3)، من قولهم: طعام خشب بالباء إذا كان جرزا، واجشوشبوا بالجيم من الجشب، وهو نقيض اللين.

(وتسفكون دماءكم): أراد إهراقها من غير حقها على غير وجهها.

(وتقطعون أرحامكم): لأن التواصل والتوادد(4) إنما يكون بالإيمان ولا إيمان هناك، وأراد بقطع الأرحام عدم التوارث إذ كان لاميراث هناك [يومئذ] (5).

(الأصنام فيكم منصوبة): أراد الأحجار وغيرها مما لاحياة فيه ولا تمييز له بين أظهركم منصوبة للعبادة من جهتكم.

(والآثام بكم معصوبة): الآثام جمع إثم، وهو: الذنب، وأراد أن الذنوب ملتصقة بكم لتلبسكم(6)، بها، لازمة لكم لزوم العصابة.

(فنظرت): ففكرت في أمري، وتدبرت عاقبة حالي في الحرب والإقدام عليها.

(فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي): ناصرا إلا من يختص بي من أولادي وأقاربي وأرحامي.

(فضننت بهم): من الضنة وهي: البخل، وهي بالضاد، وظننت من التهمة وهو بالظاء، ولا وجه له ها هنا.

(عن الموت): عن أن أقاتل بهم فيقتلوا فتركت الحرب.

(وأغضيت على القذى): الإغضاء هو: إدناء الجفون على القذى وهو ما يؤذي العين، وهو كناية عن ترك الأمر على صعوبة ومشقة.

صفحه ۲۸۰