والتي كانت تعطي العلم دون الدرجات العلمية، والتي كانت نشأتها منافسة للسربون وراعية للفكر الحر في مقابل الفكر التقليدي. كان فيها برجسون وميرلوبونتي ورينان وماسنيون. فقرأه وأعجب به، ولاحظ نقص المصلحين؛ فهو مؤرخ، يهتم بالتاريخ، وليس فيلسوفا تجذبه الأفكار. وكنت قد كتبت مقدمة تاريخية طويلة عن مفكري الإصلاح الديني؛ فقد كنت أعتبر نفسي امتدادا لهم مع مزيد من الجرأة والشجاعة، فعرضته على ماسنيون، وكان أيضا أستاذا بالكوليج دي فرانس فأعجب بالأفكار وسألني: ألم تقرأ أصول الفقه الذي أوصى عندكم مصطفى عبد الرازق بقراءته؟ ودعاني إلى منزله كل يوم في مكتبته للاطلاع على علم أصول الفقه؛ فبحثي «المنهاج الإسلامي العام» أقرب إلى محاولة في علم أصول الفقه. وكان يقوم على تصورين، ثابت
Statique
ومتحرك
Dynamique . والثابت يتكون من عنصرين، التصور
Concept
والنظام
Ordre . والنظام يتكون من شيئين، الطاقة
Énergie
والحركة
Movement . وأدركت فيما بعد أن التصور هو علم أصول الدين، والنظام هو علم أصول الفقه. أما الطاقة والحركة فيقعان في التصوف. وكانت قراءتي الشاطبي في «الموافقات» فتحا جديدا، ثم «المستصفى» للغزالي الذي تغيرت صورته في ذهني من الصوفي إلى المنطقي الأصولي. وكنت قد سمعت عن العلم ولكني لم أقرأه، وسمعت عن رسالة علي سامي النشار في «مناهج البحث عند المسلمين»، رسالته للماجستير بتوجيه من أستاذه مصطفى عند الرازق، ولكني لم أقرأها. وذهبت إلى كوربان
صفحه نامشخص