وثلاثة آلاف درهم تتجمل بها لقدومك علينا فأدخلته إلى داري وزدت في الطعام واشتريت فاكهة وجلسنا فأكلنا ثم وهبت لضيفي شيئا يشتري به هدية لأهله وتوجهنا إلى باب يزيد بالرقة فوجدناه في الحمام فلما خرج استؤذن لي عليه فدخلت فإذا هو جالس على كرسي وبيده مشط يسرح به لحيته فسلمت عليه فرد أحسن رد وقال ما الذي أقعدك عنا قلت ذات اليد وأنشدته قصيدة مدحته بها قال أتدري لم أحضرتك قلت لا أدري قال كنت عند الرشيد منذ ليال أحادثه فقال لي يا يزيد من القائل فيك هذه الأبيات:
سل الخليفة سيفا من بني مضر ... يمضي فيخترق الأجسام إلهاما
كالدهر لا ينثني أبدا عما يهم به ... قد أوسد الناس إنعاما وإرغاما
فقلت والله لا أدري يا أمير المؤمنين فقال سبحان الله أيقال فيك مثل هذا ولا تدري من قاله: فسألت فقيل لي هو مسلم بن الوليد فأرسلت إليك فانهض بنا إلى الرشيد فسرنا إليه واستؤذن لنا فدخلنا عليه فقبلنا الأرض وسلمت
صفحه ۲۹۰