ما كان لي من أهل ومال وولد غير صبي صغير وبعير فشرد البعير فوضعت الصغير على الأرض ومضيت لآخذ البعير فسمعت صيحة الصغير فرجعت إليه فإذا رأس الذئب في بطنه وهو يأكل فيه فرجعت إلى البعير فحطم وجهي برجليه فذهبت عيناي فأصبحت بلا عينين ولا ولد ولا مال ولا أهل فقال الوليد اذهبوا به إلى عروة ليعلم إن في الدنيا من هو أعظم مصيبة منه.
ومما نقلته ما حكي عن مسلم بن الوليد أنه قال: كنت يوما جالسا عند خباء لي بازاء منزلي فمر بي إنسان أعرفه فقمت إليه وسلمت عليه وجئت به إلى منزلي لأضيفه وليس معي دراهم بل كان عندي زوج أخفاف فأرسلتهما مع جاريتي لبعض معارفي فباعهما بتسعة دراهم واشترى بها ما قلته لها من الخبز واللحم فجلسنا نأكل وإذا بالباب يطرق فنظرت من شق الباب وإذا بإنسان يسأل هذا منزل فلان ففتحت الباب وخرجت فقال أنت مسلم بن الوليد قلت نعم واستشهدت له بالضيف على ذلك فأخرج لي كتابا وقال هذا من الأمير يزيد بن مزيد فإذا فيه قد بعثنا لك بعشرة آلاف درهم لتكون في منزلك
صفحه ۲۸۹