بهما في المدينة وهما:
قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا فعلت بزاهد متعبد
قد كان شمر للعبادة ذيله ... حتى وقفت له بباب المسجد
فشاع الخبر في المدينة أن الدارمي رجع عن زهده وتعشق صاحبة الخمار الأسود فلم تبق في المدينة مليحة إلا اشترت لها خمارا أسود فلما أنفذ التاجر ما كان معه رجع الدارمي إلى تعبده وعمد إلى ثياب نسكه فلبسها.
ومر رجل أشمط بامرأة عجيبة في الجمال فقال يا هذه إن كان لك زوج فبارك الله لك فيه وإلا فاعلمينا فقالت كأنك تخطبني قال نعم فقالت إن في عيبا قال وما هو قالت شيب في رأسي فثنى عنان دابته فقالت على رسلك فلا والله ما بلغت عشرين سنة ولكنني أحببت أن أعلمك أني أكره منك مثل ما تكره مني.
وقال عبد الله الماجشون وهو من فقهاء المدينة قال لي المهدي يوما يا ماجشون ما قلت حين فارقت أحبابك قال قلت يا أمير المؤمنين:
لله باك على أحبابه جزعا ... قد كنت أحذر هذا قبل أن يقعا
ما كان والله شؤم الدهر يتركني ... حتى يجرعني من بعدهم جزعا
إن الزمان راى إلف السرور لنا ... فدب بالبين فيما بيننا وسعى
صفحه ۲۸۶